Page 173 - b
P. 173
فوق اليابسة /.ولما عبرا قال إيليا لأليشع« :اطلب ماذا أصنع لك قبل
أن أوخذ منك؟» فأجاب أليشع« :ليحل عليَّ ضعف ما لديك من قوة
روحية» /.فقال إيليا« :لقد طلبت أم ًرا صعبًا ،ولكن إن رأيتني وأنا
أوخذ منك تنل سؤلك ،وإلا فلن تحصل على ما طلبت» /.وفيما هما
يسيران ويتجاذبان أطراف الحديث ،فصلت بينهما مركبة من نار
تجرها خيول نارية ،نقلت إيليا في العاصفة إلى السماء /.ورأى أليشع
ما جرى فأخذ يهتف« :ياأبي ،ياأبي ،يا مركبات إسرائيل وفرسانها».
في هذه الرواية لم يصعد إيليا إلى السماء (قبل محمد) فقط ،بل
إنه ضرب ماء النهر بردائه فانفلق إلى شطرين فاجتازا فوق اليابسة،
كما فعل موسى معجزته التي ذكرتها!
كما صعد إدريس إلى السماء أي ًضا ،ففي سورة مريم الآية ()57
يقول تعالى عنه «ورفعناه مكا ًنا عليَّا» ،وجاء في تفسير الطبري لهذه
الآية« :يعني به إلى مكان ذي علو وارتفاع .وقال بعضهمُ :ر ِفع إلى
السماء السادسة .وقال آخرون :الرابعة» .و»سأل ابن عباس كعبًا
وأنا حاضر ،فقال له :ما قول الله تعالى لإدريس (ورفعناه مكا ًنا عليَّا)
قال كعب :أما إدريس ،فإن الله أوحى إليه :إني رافع لك كل يوم مثل
عمل جميع بني آدم ،فأحب أن تزداد عم ًل فأتاه خليل له من الملائكة،
فقال :إن الله أوحى إل َّي كذا وكذا ،فكلم لي ملك الموت ،فليؤخرني حتى
أزداد عم ًل فحمله بين جناحيه ،ثم صعد به إلى السماء ،فلما كان في
السماء الرابعة ،تلقاهم ملك الموت منحد ًرا ،فكلم ملك الموت في الذي
كلمه فيه إدريس ،فقال :وأين إدريس؟ فقال :هو ذا على ظهري ،قال
ملك الموت :فالعجب بعثت أقبض روح إدريس في السماء الرابعة،
فجعلت أقول :كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض؟
فقبض روحه هناك».
وحسب الحديث الذي أورده البخاري (( )3207حديث صحيح)،
عن مالك بن صعصعة الأنصاري ،قال« :فأتينا السماء الرابعة ،قيل:
173