Page 174 - b
P. 174
من هذا؟ قال( :جبريل) ،قيل :من معك؟ قيل محمد ،قيل :وقد أرسل
إليه؟ قيل :نعم ،قيل :مرحبا به ولنعم المجيء جاء ،فأتيت على إدريس،
فسلمت عليه ،فقال :مرحبا بك من أخ ونبي».
كذلك َحلُ َم النبي يعقوب ب ُسلَّ ٍم بين الأرض والسماء وأن (الرب)
يكلمه ،وفي الروايات الدينية فإن رؤيا الأنبياء حق ،فقد ورد في سفر
التكوين (« :)15-10 :28فخرج يعقوب من بئر سبع وذهب نحو
حاران .وصادف مكا ًنا وبات هناك لأن الشمس كانت قد غابت ،وأخذ
من حجارة المكان ووضعه تحت رأسه ،فاضطجع في ذلك المكان.
ورأى حل ًما ،وإذا سلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء،
وهوذا ملائكة الله صاعدة ونازلة عليها .وهوذا الرب واقف عليها،
فقال« :أنا الرب إله إبراهيم أبيك وإله إسحاق .الأرض التي أنت
مضطجع عليها أعطيها لك ولنسلك .ويكون نسلك كتراب الأرض،
وتمتد غر ًبا وشر ًقا وشما ًل وجنو ًبا ،ويتبارك فيك وفي نسلك جميع
قبائل الأرض .وها أنا معك ،وأحفظك حيثما تذهب ،وأردك إلى هذه
الأرض ،لأني لا أتركك حتى أفعل ما كلمتك به».
***
ما ذكرته هنا ليس إثبا ًتا ولا نفيًا لحادثة الإسراء والمعراج ،فهذه
الكتابة ليست معنية بالإثبات والنفي قدر عنايتها بطرح الأسئلة
العقلانية المشروعة من داخل السرديات الإسلامية نفسها ،فتلك
الأسئلة -في الحقيقة -ليست أسئلة مستحدثة لعصرنا فقط ،ولكنها
أسئلة الأولين أنفسهم الذين سألوا النبي عن أشياء لو سألناها اليوم
لاع ُتبرنا ُمن ِكرين ،مثل سؤال :هل رأيت ربك؟ وأسئلة إشكالية أخرى
كثيرة أوردتها في الفصول السابقة.
ما استوقفني ،واستوقف كثيرين قبلي في مسألة الإسراء
والمعراج ،أنها لم تأ ِت واضحة في القرآن ،ففي آية الإسراء قال تعالى
«سبحان الذي أسرى بعبده» ولم يخصص محمد أو غيره ،وكون
174