Page 7 - b
P. 7

‫الفصل الأول‬
              ‫نزع قداسة غير المقدس‪..‬‬
     ‫محاولة تفكيك الخطابات الدينية وإعادة‬

                         ‫تركيبها‬

‫حين يتعلق الأمر بالمعتقدات الدينية‪ ،‬سيجد الباحث المحايد (و َض ْع‬
‫عشرة خطوط تحت كلمة المحايد) نفسه أمام آلاف الخطوط المتشابكة‬
‫والمعقدة التي لا يصلح معها التبسيط‪ ،‬أو تجنيبها استجابة لنصائح‬
‫من يرون أن التعمق أكثر سيجلب مشاكل أكثر‪ ،‬قد توصل الباحث‬
‫إلى الخروج عن فكرة التدين نهائيًّا‪ ،‬أو القول بأن هذه الأسئلة أثيرت‬
‫منذ ما يزيد عن ألف سنة وتم حسمها‪ ،‬وأنه ليس مطلو ًبا أن نبدأ‬
‫السير من بداية الطريق والبحث عن إجابات تم التوصل لها أص ًل‪..‬‬
‫أو ًل لأن الأسئلة تتغير مراميها بتغير معطيات الواقع وإن احتفظت‬
‫بنفس كلماتها وبنية جملتها‪ ،‬وثانيًا لأن اجتهاد شخص ما لا يعني‬
‫سد الأفق أمام الآخرين وإلزامهم بنفس الإجابة التي توصل لها‪،‬‬
‫وأخي ًرا لأن بيننا من لا يبحث عن إجابات تقنع العقل‪ ،‬وإنما عن‬
‫تبريرات لإجابات مسبقة‪ ،‬حتى لو اضطر إلى كسر المنطق والالتفاف‬

                                                        ‫حوله‪.‬‬
‫الخطوط المعقدة التي ترسم «الخريطة الإيمانية» تدور حول‬
‫مجموعة من الأسئلة‪ ،‬سأختار عشرة أسئلة من بينها وأحاول –في‬

                                             ‫القادم‪ -‬اختبارها‪:‬‬

                           ‫(‪)1‬‬
‫هل تصلح «قصة الخلق» كما وردت في «الكتب المقدسة» على‬
‫بساطتها المخلَّة؛ بداية «عقلية» لفهم كيفية نشوء الكون وخلق الإنسان‬
‫وتطوره‪ ،‬والهدف من وجوده أسا ًسا؟ وكيف يجب على «المؤمن» –بأي‬

                              ‫‪7‬‬
   2   3   4   5   6   7   8   9   10   11   12