Page 103 - Book-1-interactiv
P. 103
خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام
لحما ثم أ�نش أ�ناه خلقا آ�خر ،فتبارك الله أ�حسن الخالقين”(المؤمنون ،12،13
“ ،)14وفي أ�نفسكم أ�فلا تبصرون”(الذاريات.)21
-6ومن خلق الإنسان أ�طوارا إلى خلق السماوات طباقا طبقا بعد طبق،
وهذا وجه شبه مخيف ،فلقد جعل نو ُح النا َس تنظر في أ�نفسها وقد خلقها الله
طورا بعد طور ثم ل َّما أ�راد البرهنة على قوله الذي جاء اخباريا مثبتا(وقد خلقكم
أ�طوارا) لما أ�راد البرهنة قال (أ�لم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا؟)
فهذه �كتلك(،فإذا كان خلق الإنسان على أ�طوار نعرفها نحن ب أ�طوار النمو سواء
في المرحلة الجنينية أ�و مرحلة ما بعد الولادة؛ فخطورة هذا التشبيه هنا هو إنه
جعل خلق سبع سماوات طباقا كخلق الإنسان فهذا قد يعني أ�ن الكون يتمدد
ويكبر بالنمو وينتقل من طور لطور في سبع سماوات بعضها فوق بعض(أ�و
طباقا على بعض) على نحو ما ،والحقيقة أ�ن مراقبة أ�حوال الفضاء و المجرات
بالتلسكوبات الحديثة والرحلات الفضائية المكوكية قد سجلت صورا ألحداث لا
تكاد تكون مفهومة بالنسبة لنا لكنها يؤكد ان هناك تغييرا مستمرا يط أر� في كل
لحظة وأ�ن الكون ليس جامدا بل تملؤه الحياة وقد يكون الكون عبارة عن كائن
حي ضخم « ،لخلق السماوات وا ألرض أ�كبر من خلق الناس ولكن أ��كثر الناس
لا يعلمون» (غافر ،)57إن هذه السماء التي تنظرون فيها تشهد على عظمة
الخلق وعظمة الخالق _ولعلهم في ذلك الزمان كان يبصرون السماء جليا
بعيدا عن ما تخلقه أ�ضواء المصابيح ا آلن من غلق لمدى الرؤية في السماء إلا أ�ن
التلسكوب الفضائي مازال يقوم بعمل جيد بالنسبة لنا_ هذه السماء المرفوعة
طباقا تشبه خلقكم طورا بعد طور ،انظروا إليها(أ�لم تروا كيف خلق الله سبع
101 تجليات في سورة نوح