Page 99 - Book-1-interactiv
P. 99
للدلالة على تغير أ�حواله هو نفسه معهم من طول ما كذبوه وخذلوه ،إن هاتين
ا آليتين كان يمكن أ�ن تكونا على هذه الصورة ويفيدان المعنى كاملا (ثم دعوتهم
جهارا ،ثم أ�علنت وأ�سررت لهم) ف أ�دخل عليهما التوكيد ب أ�ن بنفس النمط السائد
في السورة موافقا لنسيجها السابق كما وضحنا (كل هذا يدعم التماسك داخل
نص السورة)
-8واتباع (أ�علنت و أ�سررت) ب(لهم)على مرتين زيادة في التوكيد وإلحاحا
على اثبات النفع لهم؛ وكان يمكن أ�ن يقول (أ�علنت وأ�سررت لهم) كل هذا
يصب في مدى إلحاحه عليهم ومطاردته لهم بالدعوة ،وهو ما يزال يصف
حال اخلاصه الدعوة في مقابل اصرارهم على ال�كفر وحالهم في أ�ثناء تلقيهم
لدعوته دون الدخول في تفاصيل الدعوة وملابساتها التي يبدأ� في تعيين الهام
منها والمنطقي بدءا من ا آليات 11و إلى ،20يقول في ا آلية العاشرة (فقلت
استغفروا ربكم إنه كان غفارا) فهذه أ�ول مقالة تقال لهم بعد أ�ن م�كثوا في
�كفرهم مع دعوته لهم بعبادة الله وحده وتقواه لكي يغفر لهم ،وفي هذا بيان
لمدى رحمته بهم وحرصه عليهم فهو مازال يطلب لهم المغفرة.
حتى هنا كان قد تناول ثلاثة أ�فعال متعلقة بالإيمان (اعبدوا) (اتقوا)
(استغفروا) صيغت على فعل ا ألمر اظهارا لتملله من اصرارهم على ال�كفر ما
طول ما دعاهم لعبادة ربهم كما أ�شرنا حول هذا من قبل.
تجليات في سورة نوح 97