Page 94 - Book-1-interactiv
P. 94
غضب الله عليكم جراء �كفركم به (أ�ي تعطيل الطوفان الذي بحلوله يحل أ�جل هذه
القرية ويقطع دابرهم ويفنون عن بكرة أ�بيهم) ،وبتعطيله يعود كل امرئ منكم إلى
أ�جله المسمى له ساعة خلقه أ�ي ترد أ�عماركم إلى آ�جالكم المسماة التي يعرفها الله
والتي تنتهي بوفاة الواحد منكم مستقلا عن غيره بسبب حلول أ�جله وفي هذا بقاء
لقريتهم،
ثم يعقب ب آ�ن ا آلجال لا تؤخر لو كنتم تعلمون ف أ�جلكم مردود إما إلى أ�عماركم
و إما إلى نزول العذاب بقريتكم فيهلككم دفعة واحدة ،وهذا أ�جل وذاك أ�جل
فتخيروا ألنفسكم فا آلجال لا تؤخر أ�يا كانت لو كنتم تعلمون.
( -4إن أ�جل الله _إذا جاء_ لا يؤخر لو كنتم تعلمون) كان يمكن أ�ن تكون
الجملة (إن أ�جل الله لا يؤخر لو كنتم تعلمون) وتؤدي دورها كاملا ،لكنه أ�ضاف
متعلقا هو ظرف الزمان (إذا جاء) للإنذار به (إن أ�جل الله لا يؤخر إذا جاء) ،وفيه
تهديد وتخويف من قدوم هذا ا ألجل ،ثم دفع به إلى صدر المشهد ل ألهمية وقدمه
على خبر إن في الجملة فقال (إن أ�جل الله إذا جاء لا يؤخر) ،و (لو كنتم تعلمون)
أ�ي اعلموا لو كنتم لا تعلمون ،وفيه استبطاء لإيمانهم الذي لم ي أ�ت بعد ولما يسيروا
إليه بينما بدأ� ا ألجل العد وهو في طريقه إليهم فمتى صار إليهم وقع ا ألمر وقطع دابر
القوم الذين لا يؤمنون ،إذا جاء وقع لا يؤخره شيء ،ولهذا تمت اضافة (أ�جل) إلى
اسم الله (أ�جل الله) فهو له وهو المتصرف فيه لا راد لقضائه إذا أ�راد شيئا فإنما يقول
له كن فيكون ،ف أ�ين هم من هذا الجبروت وب أ�ي شيء هم متجبرون ،سبحان الله
وتعالى عما يشركون.
-5في (إن أ�جل الله إذا جاء لا يؤخر )..رد العجز على الصدر ففي أ�ول ا آلية قال
92