Page 95 - Book-1-interactiv
P. 95

‫(يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى‪ )..‬كلمتين من جذر واحد يشتركان في معنى جزئي‪،‬‬
‫ومن الاشارات البلاغية هنا أ�يضا مجيء (يؤخركم) مبنية للمعلوم والفاعل‬
‫الضمير المستتر العائد على الله وهو ما يفعله الله إذا آ�منتم (يؤخركم إلى أ�جل‬
‫مسمي) بينما جاء في جزء ا آلية ا ألخير فقال (إن أ�جل الله لا يؤخر) بدأ� الجملة‬
‫بحرف التوكيد(إن) ثم نسب ا ألجل إلى الله (أ�جل الله) ثم وضع في مقابله فعل‬
‫منفي مبني للمجهول (لا يؤخر) فمن هذا الذي يمكن أ�ن يؤخر أ�جل الله إلا الله‬
‫“أ�م من هذا الذي هو جند لكم ينصركم من دون الرحمن‪ ،‬إن الكافرون إلا في‬
‫غرور‪ ،‬أ�م من هذا الذي يرزقكم إن أ�مسك رزقه بل لجو في عتو ونفور”(الملك‬
‫‪ ،)21 ،20‬ومن ذلك أ�يضا جر (أ�جل) ا ألولى بحرف الجر (إلى) في (يؤخركم‬
‫إلى أ�جل مسمى) وإلى تشعرك بالمد يمد لهم أ�عمارهم ولم تكن مثلا(يؤخركم‬
‫ألجل مسمى) ف(إلى) فيها مسير يشعرك بالزمن أ�ما (ل) فتكاد توصل من‬
‫نقطة ألخرى دون المرور بالبينية من هنا لهناك‪ ،‬بينما جاءت أ�جل الله منصوبة‬
‫بعد توكيد ومضافة إلى اسمه عز وجل في فوقية وتعظيم وقطع (إن أ�ج َل الله لا‬

                                         ‫ُيؤخ ُر) جل العلي‪.‬‬

  ‫تجليات في سورة نوح ‪93‬‬
   90   91   92   93   94   95   96   97   98   99   100