Page 93 - Book-1-interactiv
P. 93
تمام الجملة؛ لإضافة مزيد من التركيز عليها ،عجبا فلماذا هم نافرون« ،فمالهم
عن التذكرة معرضين ك أ�نهم حمر مستنفرة فرت من قسورة”(المدثر)50،49،51
وأ�ما حرف الجر الزائد (من) فقد يكون للتبعيض (أ�ي بعض ذنوبكم) وقد
يكون للت�كثير(أ�ي كل ذنوبكم) أ�و كبيرها ،فهي إما لتخفيف ذنوبهم في التبعيض
أ�و محوها إذا أ�خذت على أ�نها لجنس الذنوب (أ�ي يغفر لكم من صنف الشيء
الذي هو ذنوبكم أ�و يغفر من أ�عمالكم الذنوب) وأ�نا اتفق مع ال أر�ي الثاني ،ويجوز
أ�خذها على المحملين على سبيل “إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك
أ�نت العزيز الحكيم”(المائدة )118أ�و “ وإن منكم إلا واردها كان على ربك
حتما مقضيا ،ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا”(مريم ،)71،72
ومن الجائز أ�يضا حمله على أ�نه لا يخلو المرء من الذنوب كاللمم والخط أ� وإن
كان مؤمنا ولهذا نستغفر الله ،فنحن كلما استغفرنا غفر الله لنا ما استغفرنا
عنه ومن ذلك حديث رسول الله الذي مفاده أ�ن الله يبسط يده بالليل ليتوب
مسيء النهار ويبسطها بالنهار ليتوب مسيء الليل ،هذا يعني أ�ن حال المرء مع
الذنوب غير ثابت فهو يرتكبها وتسجل عليه ثم يستغفر فتمحى عنه وهكذا و
إذن في حالة جامعة في لحظة ما سيكون لديك ذنوب استغفرت عنها وسقطت
عنك وأ�خرى لم تستغفر عنها بع ُد ،فبالتالي حق أ�ن يقول الله يغفر لكم من
ذنوبكم ،فاستغفارك مسقط للذنوب التي استغفرت عنها وتبقى التي لم تستغفر
عنها بع ُد ،لذا فالاستغفار يغفر بعض الذنوب على الصعيد الزمني ،ولهذا نتبع
دعائنا الاستغفار خشية أ�ن نكون قد وقعنا في ذنب وفاتنا أ�ن نستغفر عنه “وما
كان الله معذبهم وهم يستغفرون”(ا ألنفال .)33
( -3ويؤخركم إلى أ�جل مسمى) أ�ي يصرف عنكم العقاب الذي است أ�هلتموه بوقوع
تجليات في سورة نوح 91