Page 98 - Book-1-interactiv
P. 98
كلها) المجاز المرسل الذي يعبر فيه بالكل والمراد الجزء ولعل المقصود أ�نهم
يدخلون أ�صابعهم في آ�ذانهم قدر ما يستطيعون فلو انهم استطاعوا اقحامها
جميعا في آ�ذانهم لفعلوا فهم ما يزالون يدفعون ب أ�طراف أ�ناملهم في آ�ذانهم حتى
آ�خر ما يقدرون عليه طمعا في أ�ن لا يسمعوا وإظهارا لبغضهم أ�ن يسمعوا من
نوح لعله ي�كف عنهم،
(واستغشوا ثيابهم) أ�ي جعلوها فوق رؤوسهم واستخفوا فيها وهم يمرون
بنوح لكي لا يروه با ألساس ولا يسمعوه إمعانا في تحاشيه وتجاهل دعوته
واظهارا لانصرافهم عنها وكناية عن تمللهم منها ،والغاشية الغطاء وخصت به
العيون ،تغشي أ�بصارهم ،فهم إذا لقيهم استغشوا ثيابهم وفروا من بين يديه
يستخفون لا يكادون يسمعون منه شيئا
( -6وأ�صروا و استكبروا استكبارا) وأ�صروا على �كفرهم و استكبروا على أ�ن
يصغوا ويسمعوا( ،و استكبروا استكبارا) (استكبروا) أ�ظهروا الكبر استعلا ًء
وتجبرا بغير الحق ،وجاء المفعول المطلق (استكبارا) لت أ�كيد فعل الاستكبار،
ف َك ُب َر صار إلى استكبر وتم ت أ�كيده بالمصدر استكبارا أ�ي عمق يصف هنا في
مقابل كلمة أ�صروا فقط ،و(استكبروا) أ�شد من (تكبروا).
( -7ثم إني دعوتهم جهارا)(ثم إني أ�علنت لهم و أ�سررت لهم إسرارا) دعوتهم
جهارا على الم أل ،والإعلان عكس الإسرار (تضاد) وثم التوكيد بالمفعول المطلق
(إسرارا) ،والملاحظ في ا آليتين استخدام التوكيد ((إن)(ني)) كما سبق
ووضحنا ،و(ثم) التي تبدأ� بها ا آليتين أ�يضا؛ وهي تفيد العطف مع التراخي أ�ي
أ�نه دأ�ب على دعوتهم بكل طريقة حتى جاهر جهارا ،ثم ترفق ف أ�علن وأ�سر،
96