Page 90 - Book-1-interactiv
P. 90

‫�كفرهم ويكاد قلبه ينفطر عليهم‪ ،‬ولهذا جاءت (وأ�طيعون) في ا آلية أ�صلا وكان‬
‫يمكن أ�ن يقول (أ�ن أ�عبدوا الله واتقوه) فحسب ولا يقول (وأ�طيعون)‪ ،‬فك أ�نه‬
‫هنا يقول (أ�لا تعبدون الله‪ ..‬اعبدوا الله‪ ..‬ولو من أ�جلي) أ�و (لماذا لا تعبدون‬
‫الله‪..‬اعبدوا الله‪ ..‬ولو من أ�جلي) وهذه اللهجة ا آلمرة تكررت في السورة في ثلاثة‬
‫أ�فعال هي ا ألفعال المتعلقة بالإيمان (اعبدوا) (اتقوا) (استغفروا) اظهارا لتملله‬

               ‫من اصرارهم على ال�كفر مع طول ما دعاهم لعبادة ربهم‪.‬‬
‫‪ -3‬وجعل أ�عبدوا الله قبل اتقوا الله طمعا أ�ن يعبدوه لا من أ�جل الخوف‬
‫وإنما من أ�جل استحقاقه للعبادة‪ ،‬و ألن التقوى ت أ�تي بعد الإيمان؛ والإيمان‬
‫يقتضي العبادة؛ والتقوى تهذيب ت أ�تي به مداومة العبادة‪ ،‬فالعبادة أ�صل وهي‬
‫عماد الإيمان وبها يقبل العمل وبها تتشكل التقوى؛ ولامعني للتقوى من غير‬
‫الإيمان (وتوخي حسن الخلق والعدل والانصاف لا يعدو عن كونه من مكارم‬
‫ل ألخلاق ولا يكون من التقوى في شيء إلا أ�ن يفعله صاحبة ابتغاء مرضاة الله‬
‫واتقاء له فلفظ التقوى عقدي بالضرورة)‪ ،‬ولو جاء بالتقوى قبل العبادة لما كان‬
‫ذلك من الإيمان في شيء هذا يعني انهم سيعبدون الله لا إيمانا به ولكن خوفا‬
‫منه «‪ ..‬وذكر به أ�ن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع‬
‫وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أ�ولئك الذين أ�بسلوا بما كسبوا لهم شراب من‬

                   ‫حميم وعذاب أ�ليم بما كانوا ي�كفرون”(ا ألنعام‪)70‬‬
‫‪ -4‬وقال (أ�عبدو الله واتقوه) ولم يقل اعبدوا الله واتقوا الله ليثبت أ�نها إنما‬
‫هي دعوة واحدة تقوم على شيئين‪ ،‬ظاه ٌر بالعمل (العبادة) وخف ٌي بقصد النية‬
‫في (التقوى) التي محلها القلب‪ ،‬والتقوى الخوف من الله أ�و كما جاء في التفاسير‬

                          ‫التقوى اتقاء غضب الله المؤدي لعذابه‪.‬‬

                                                    ‫‪88‬‬
   85   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95