Page 85 - Book-1-interactiv
P. 85

‫وهي لفظة (ي أ�تي) تحمل المجيء على المحمل المعنوي أ��كثر من غيرها (فبين‬
‫التردد والاقدام والعزم والمشقة والكراهة والاضطرار و التوسم أ�و التمني أ�و عدم‬
‫التمني هكذا ي أ�تي الذي ي أ�تي على أ�حد هذه المواجد) وبالطبع ومنها العذاب‪ ،‬أ�ما‬
‫جاء فقطع بوقوع المجيء دون نظر في دواخل الذي جاء أ�و دواخل من حوله‪،‬‬
‫إن اختيار الله لفظة (ي أ�تي) في ضوء هذا الذي قلنا يعني أ�ن الله كان رحيما بهم‬
‫ولا يرجوا لعباده ال�كفر حتي في سياق الوعيد “إن ت�كفروا فإن الله غني عنكم ولا‬
‫يرضى لعباده ال�كفر وإن تشكروا يرضه لكم ولا تزر وازرة وزر أ�خرى ثم إلى ربكم‬
‫مرجعكم فينبئكم بما كنتم تعملون‪(»..‬الزمر‪“ ،)7‬ما يفعل الله بعذابكم إن‬
‫شكرتم وآ�منتم‪(»..‬النساء‪ ،)147‬فمجيء العذاب هنا أ�مر لا يريده الله في ذاته‬
‫وإن كان واقعا؛ وإنما كان الله يرجو _لفرط رحمته_ لو انهم يرجعون عن غيهم‬

                 ‫ويؤمنون به لكان رفع عنهم العذاب وإنه لرحيم غفار‪.‬‬

  ‫تجليات في سورة نوح ‪83‬‬
   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90