Page 139 - m
P. 139
نون النسوة 1 3 7
ضفاف الكتابة الذكورية
أو حتى تجعل من
نصوصها تجاور الكتابة
الشعرية عند الطرف
الآخر.
تقول الشاعرة عبير زكي
في ديوانها «نصف احتمال
للفرح» من قصيدتها (لي
وحدي):
ولي تطلع الشمس قبل
الصباح
تجرسنا الضوء ظ ًّل
وتنشره في السماء فيو ًضا
فيصحو النهار ويجلو
البصر.
مارتن هيدجر فارديناند دي سوسير عائشة التيمورية انطلا ًقا من هذه المقطوعة
الشعرية نلاحظ أن
اليوم على قراءة صيغتها المبدعة ،أي صيغتها الشاعرة يستوقفها تفرس
المتعالية وسوف ترضخون للحقيقة التي لا جدال
الوجود وحب الحياة ،إذ تبعث الروح في النص من
فيها :حقيقة النص الشعري.
خلال بعث الحياة في أجواء الخطاب الشعري.
فالحياة إذن مع ًطى ثقافي قبل أن تكون رؤية
النص بين سلطة المجتمع وسلطة المرأة فلسفية منحصرة في زاوية مظلمة .هنا يمكننا القول
عندما نتأمل لعبة الشطرنج وطريقة اللعب ،أول إن المعطى الثقافي من وجهة نطر الشاعرة عبير
شعور يتبادر إلى أذهاننا كقراء ومتفرجين هو
الدهاء والحنكة والذكاء ،فكل منافس يريد الفوز زكي هو محاولة لفهم الوجود من خلال التصالح
وإثبات وجوده وذاته داخل منظومة الشطرنج.
الشطرنج كممارسة فعلية ذاتية يحتاج إلى الترتيب مع كل ما هو موجود داخل المنظومة المجتمعية ،على
وتنظيم القواعد حتى يتسنى للاعبه الفوز ،هنا
يتبادر إلى ذهني مرة أخرى كقارئ ومتفرج السؤال اعتبار أن النص في الحقيقة هو ممارسة سلطوية
التالي :ما هي العلاقة بين لعبة الشطرنج والنص؟
لعبة الشطرنج طريقة في إثبات ذات المتنافس للمجتمع خارج أسوار النص ،وكأن الشاعرة
وجدارته وأحقيته في الفوز من خلال ترتيب عناصر
الشطرنج وتأنيه ،وبالتالي يخضع هذا اللاعب تحاول أن تنصف الذات الكاتبة من خلال منحها
إلى سلطة ذاته من خلال التفرد والتميز ،وسلطة
المجتمع من خلال سلطة القواعد المعروضة سل ًفا حرية الإبداع من منطلق رؤية ذاتية محضة.
بهدف الاعتراف بأحقية كل لاعب في الفوز وتحقيق
الدهشة ،أما النص الشعري الشطرنجي فيتجلى وعلينا أن نستحضر دائ ًما الفكرة الشائعة لدى
في كيفية بناء منظومة نصية متساوية الأبعاد ،لا المفسرين النفسانيين للأدب« :إن الكتابة هي علاج
للأمراض الدفينة التي يصاب بها الإنسان ،فتصاب
بها الحياة» ..أي أن الكتابة هي نوع من الترميم
لمباني الحياة المهترئة المتآكلة والمتشققة دائ ًما.
في ضوء هذا التفسير النفساني والفلسفي تدعونا
الشاعرة لإعادة التأمل في تاريخ المرأة المليء
بالمنقصة والتهميش والتسلط الذكوري والخضوع
لقوانين الصمت الأنثروثقافي ،فكأن الشاعرة تقول
أنتم يا من أخضعتم المرأة للصمت سوف تجبرون