Page 140 - m
P. 140
العـدد 57 138
سبتمبر ٢٠٢3
كرة من نار تلتهب هي ذاتية ولا هي خاضعة لسلطة المجتمع ،بعبارة
تبدو للعين وتحتجب أخرى قدرة المبدع على تجاوز أفق الذات من خلال
كالشمس تبعثر رقتها
نو ًرا في الصبح سيغترب بناء نص يشبه لعبة الشطرنج ،فيحتوي الذات
يا شو ًقا ط َّوق أحلامي باعتبارها كيا ًنا خا ًّصا ويساير حركة المجتمع
لا طير هناك ولا عتب باعتباره يعمل على بناء نص أفقي خاضع لسلطتي
وغ ًدا سأراك وبعد غ ٍد الذات والمجتمع ،وسيلته اللغة التي تكون واسطة
ما ظل الموعد يغترب بين لعبة الشطرنج ونص الشطرنج .إذن طبيعة
سأطير إليك فخد بيدي العلاقة الموجودة بينهما هي الكفاءة والذكاء في
بناء منظومة تحاور الذات وتتحد مع المجتمع في
هيكلة نص يجعل الشاعرة الآتية من بروتوكولات
الصمت المذكورة ساب ًقا توصل أفكارها إلى
الآخرين.
على يد أخرى -إن وجدت -نحاول أن نثبت
براءة النص من قبضة الذات الذكورية المعهودة
وخضوعها لسلطة المرأة في حياد واضح عن
تقاليد القول الشعري.
ربما استطاعت المرأة من خلال معرفة قوانين لعبة
الشطرنج أن تثبت أحقيتها في الممارسة الإبداعية
وإيصال أفكارها إلى المتلقي الذي يحاول الفوز في
هذه اللعبة.
الصوت الأنثوي الموازي لسلطة الرجل وهيمنته
في كل المجالات هذه الممارسة الإبداعية الشعرية
التي حققتها المرأة من خلال كتابات متعددة
حاورت فيها ذاتها وتجاوزت أفق توقع الرجل
فأثبتت وجود ذاتها وتحررت من سلطة المجتمع،
ليصبح النص بعدها كيا ًنا وجود ًّيا ذاتيًّا خاض ًعا
لذكاء لعبة الشطرنج ومتفر ًدا لأفكاره من خلال
نمط الكتابة الواعية .إذن يمكننا القول إن المرأة
دخلت حيز الوعي فمكنت ذاتها من ممارسة فعلية
متميزة ،فجعلت نصها خاض ًعا لسيرورة المجتمع
من جهة وسلطة ذاتها من جهة أخرى ،وبالتالي
خروج النص من قبضة العنصرية الذكورية إلى
حيادية المرأة وقوتها في الكتابة ،يصبح بعدها
النص لا هو خاضع لسلطة الرجل ،ولا سلطة
المجتمع بل تعداهما إلى ذات المرأة وحريتها
وطريقتها في بعث الحياة في النصوص ،وهذا ما
لاحظناه في كتابات الشاعرة عبير زكي من خلال
ديوانها نصف احتمال للفرح من قصيدتها جمر
الحب تقول: