Page 164 - m
P. 164

‫الشمس في هذا البرج‪ .‬أما اليوم‪،‬‬         ‫فَّرت السنوات‪ ،‬فدرست نظرية‬
‫فإن الاعتدال الربيعي يحدث حين‬                ‫الاحتمالات النسبية لعالم‬

    ‫تكون الشمس في برج الحوت‬          ‫الرياضيات "باسكال"‪ ،‬والتي ُبني‬
  ‫لا الحمل‪ ،‬لأن مواقع الأبراج قد‬     ‫عليها رهان طريف عرف بـ"رهان‬

          ‫تزحزحت من مواقعها‪.‬‬               ‫باسكال"‪ ،‬ومفاده الاحتجاج‬
     ‫ومن أسباب ذلك أن الأرض‬              ‫بأفضلية الإيمان بالله بشكل‬
   ‫لها ثلاث حركات‪ :‬الأولى حول‬          ‫احتياطي‪ ،‬لأن م َغ َّبة الكفر أشد‬
     ‫محورها‪ ،‬والثانية هي حركة‬         ‫ضراوة من عاقبة الإيمان‪ ،‬بغض‬
‫الأرض في مدار طويل «إهليلجي»‬           ‫النظر عما إذا كان الله موجو ًدا‬
     ‫وليس دائر ًّيا حول الشمس‪،‬‬          ‫بالفعل أم لا! إذن‪ ،‬ففكرة الأم‬
      ‫وحين تتح َّرك الأرض حول‬       ‫الأمية هي ذاتها "رهان باسكال"‬
    ‫الشمس في المدار «الإهليلجي»‬           ‫الصادر بالقرن السابع عشر!!‬
 ‫يكون لها ُنقطة حضيض‪ ،‬فتكون‬
                                     ‫للتقصي عن هو َّيتي‪ ،‬ثم عن برج‬                 ‫وبين التوهم بوجود القادرين على‬
        ‫أسرع للإفلات من قبضة‬          ‫زوجي لاختبار مدى انسجامنا‬                      ‫الإضرار بمجرد النظر‪ ،‬صعبة‪،‬‬
  ‫الجاذبية‪ ،‬وحين تكون في الأوج‬
  ‫تكون أبطأ‪ .‬إذن‪ ،‬سرعة الأرض‬                             ‫كزوجين!‬                    ‫لذا‪ ،‬هناك من يستسهل‪ ،‬فيرادف‬
‫في مدارها حول الشمس ُمتفا ِوتة‪.‬‬        ‫‪ -‬أيخطر ببال هؤلاء أن هناك‬                    ‫بين خرافة العين‪ ،‬وبين الحسد‪.‬‬
   ‫كذلك‪ ،‬سرعة الشمس ُمتفا ِوتة‪.‬‬      ‫توائم‪ ،‬أحدهم جوا ًدا‪ ،‬فيما الآخر‬              ‫فيستسهل إخفاء ورقته عن زميله‬
  ‫لذا‪ ،‬فحلول الشمس ومكوثها في‬
‫الأبراج يختلف‪ .‬فالشمس لا تمكث‬                         ‫صلد‪ ،‬مسيك؟‬                                         ‫احتياطيًّا‪.‬‬
‫في برج العقرب سوى سبعة أيام‪،‬‬          ‫‪ -‬اتحفني وفسر كيف أن هتلر‬                                                ‫‪...‬‬
    ‫لا ثلاثين يو ًما‪ ،‬في حين تمكث‬     ‫«طفل الأبراج» ولد بنفس اليوم‬
   ‫في برج العذراء أربعة وأربعين‬                                                        ‫‪ -‬هيمن الهوس بالأبراج على‬
                                              ‫الميلادي لأحد الرسل؟‬                 ‫عقول شرائح هائلة من مجتمعنا‪،‬‬
                         ‫يو ًما»‪.‬‬      ‫‪ -‬كيف َن َبا‪َ  ‬ب َص ُرك َع ِن َح ِقي َق ِة‬
       ‫الآن‪ ،‬أتجرؤ على مصارحة‬       ‫وجود عدد من السفاحين ينتمون‬                            ‫وراجت برامج «بيزنس»‬
   ‫صديقتك أنها ليست «عذراء»؟‬                                                            ‫الأبراج‪ ،‬وبات من المستحيل‬
      ‫أتقدم على تغييرعقيدة أختك‬              ‫للسرطان الرومانسي؟‬                         ‫إقناع المشاهدين أن الأمر لا‬
    ‫التي تعزو كرم زوجها لكونه‬        ‫‪ -‬بحسب د‪.‬عدنان إبراهيم «من‬                      ‫يعدو خزعبلات في ظل منجمين‬
    ‫من سلالة «ال ُأسد» أم تصمت‬      ‫الصعب أن تعرف برجك الحقيقي‬
    ‫«احتياطيًّا» خشية ثورتها من‬                                                            ‫يؤكدون أن الأسد كريم‪،‬‬
                                       ‫لتزحزح الأبراج عن مواقعها‪.‬‬                   ‫والسرطان رومانسي‪ ،‬والجوزاء‬
                 ‫عبثك بثوابتها؟‬      ‫فقبل ألفين وستمائة عام‪ ،‬عرف‬                    ‫متقلب‪ ،‬ويروجون للحمل‪ ،‬كطفل‬
 ‫الشاهد‪ ،‬لقد قابلت من يستسهل‬          ‫الحمل كأول برج‪ ،‬حيث ُح ِّددت‬
                                                                                              ‫للأبراج‪ ،‬وهل ّم َه َط ًل‪.‬‬
   ‫إقصاء صديقه عن إعمال عقله‬           ‫به ال ُنقطة الأولى‪ ،‬لأن الاعتدال‬              ‫وأُصدم لدى لقائي بشخصيات‬
     ‫وإقصاء هوية زائفة‪ ،‬للعيش‬             ‫الربيعي يحدث حين تكون‬
                  ‫بهوية حقيقية‪.‬‬                                                         ‫رفيعة‪ ،‬فتسألني عن برجي‪،‬‬
       ‫يبدو أن عقد قران الخوف‬

   ‫بالحيطة يدمغ حقيقة أن الناس‬
    ‫يؤمنون بالله احتياطيًّا‪ ،‬لكنهم‬

               ‫يعبدون مخاوفهم‬
   159   160   161   162   163   164   165   166   167   168   169