Page 163 - m
P. 163
161 تجديد الخطاب
عدنان إبراهيم بليز باسكال إيفان بافلوف -فهذه تعلل طلاقها من زوجها
لنشرها صور احتفالية عيد
كمبودي» ،فحسبت أني أشتري للمعاذير ،بحيرة شجون جالبة
البخور لطرد الشياطين ،وهيهات للتعاطف ،صوان عزاء واعد زواجهم ،كونه أيسر من الاعتراف
بالفشل.
أن تقتنع بأني أرفه عن أنفي بالمُ َوا َساة ،وإن لم ُت ِدر أربا ًحا،
بعطر ساحر. إلا أنها بلا خسائر ،أو بمثابة -وهذا يعزو فشل ابنه في
منتج مجان ٍّي كنسل فلاح يقذفه الابتدائية لإقامته حف ًل لعيد
-فهناك صعوبة لدى البعض في في أرضه كسحائب دخان تعمي ميلاده «بماكدونالدز» بحضور
التفرقة بين خرافة العين وبين
العيون عن محصوله. زميله الحسود.
مشاعر الحسد أو الحقد على تب ُّوأ وهناك تفسير لبافلوف ُع ِرف -حتى الطبيبة تعزو إصابتها
زميل منصبًا مه ًّما أو مكانة عملية بقانون التعميم ،مفاده أنه حين بالسرطان لنشرها صور رحلتها
يتم اشتراط الاستجابة لمثير «لدبلن» ،لا لشراهتها في التدخين.
عالية ،شهرة ،ثراء ،أو سفرات، معين ،فإن المثيرات المشابهة -وهذا يستريح لنشر صور
فيحقد عليه محاو ًل التشهير به للمثير الأصلي تستدعي نفس تهشم سيارته ليدمغ بالدليل أثر
لطعن سمعته سعيًا لأن يحسد ما
الاستجابة. أفاعيل العين!
لم يحصد. كذلك ،فالطفل الذي نشأ على -زوج صديقتي سخوط،
وهناك من ينفتحون في البوح وجود علاقة بين النظر أو التعليق متغطرس ،ويشعر بفوقية آلامه
مع من يرتاحون لهم ،لكن إن من أحد على متعلقاته وبين ع َّمن سواه ،يستريح لترانيم
شعروا أن المحادثة تحمل أهدا ًفا إتلافها ،سيخاف لاح ًقا في المواقف التذمر من الأسعار ،الدار ،الجار
استخباراتية .هنا يختصرون ،لا المتعلقة بالنظر عن ممتلكاته أو الزوار ،كلفة الفواتير ،المخالفات
خو ًفا من العين ،بل لافتقادهم والحوالات متحس ًرا على كل ما
للهدف من التواصل الإنساني خشية وقوع تلفيَّات. فات ،وشعاره ،القادم أسوأ.
-قابلت صديقة لدى «عبد الصمد سألتها عن لزوم استمرارها مع
لآخر استخباراتي.
والتفرقة بين الحقد الساتر القرشي» أثناء شرائي لـ»عود هذا المتشاوف ،الكنود!
لمشاعر دنيئة تسعي للتشهير، أخبرتني بأن زوجها يثق بكونه
ُم َنع ًما ،لكنه َهلُوع من فكرة فقدان
لأرزاقه ،فيؤثر السخط احتياطيًّا،
كنوع من ال ُتقية ،عدا أنه ورث عن
والدته جينات الحذر من النق،
وديانة الخوف من العين على
مذهب التبرم ،فاعتادا تبادل طقس
التوجس ،ليرتشفا من كأسه
الأمان.
هذا المرء لا يجرؤ على تجاهل
وساوس محيطه خشية سحب
جنسيته المعتمدة من أسرته،
وإدراجه في قوائم «الضد».
فالعائلات كما الدول تختلق
العدو الوهمي لتجييش مشاعر
التعاضد ،فالشكوى ُرقية ،خالقة