Page 270 - m
P. 270
العـدد 57 268
سبتمبر ٢٠٢3
تأثير الإشهار في
سلوك المستهلك
رشيد آيت الولي
(المغرب)
الاجتماعي وسنه وجنسه للجهة المش ِه َرة .فما نراه اليوم في يعد الإشهار منذ القديم أداة
وانتماؤه المهني.)1(».. وسائل التواصل الاجتماعي ينم
عن كون الإنسان بضاعة كبرى للتأثير في اختيارات الأفراد
يك ِّون المشهر من خلال كل هذه تسمح لل ُمش ِهر أن ينفذ إلى أعماقه والدفع بهم إلى اقتناء المنتوج
المعطيات صورة تقريبية عن للكشف عن الأمور التي تستأثر المعروض .ولتحقيق هذه الغاية
يستعمل المش ِهر كافة المثيرات
اهتمامات ذلك الفرد ،محاو ًل تلبية باهتمامه؛ وهو كشف يتأتى النفسية والثقافية والاقتصادية
تلك الرغبات بعرض منتجات له من خلال دراسة معطيات التي يمكن أن تستميل انتباهه
وبضائع على تلك الوسيلة الخوارزميات المتح َّصل عليها من وتثير غرائزه ،باعتماد تقنيات
الأبحاث التي يقوم بها المعني مختلفة تطورت مع مرور الزمن
التواصلية المشتركة بين الطرفين، بالأمر على شبكة الإنترنيت ،أو إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه
أو بإرسال رسائل قصيرة إلى الأقوال التي يدلي بها صوتيًّا إلى الآن من وسائل مرئية وسمعية
أصدقائه على إحدى تلك الوسائل،
هاتفه الخاص لأجل طلب موقفه أو التدوينات التي يعبِّر فيها عن غاية في الدقة والإبداع.
من منتوجات معينة أو رغبة في آرائه ومواقفه ،وكما يص ِّرح إن الإشهار في عصرنا الحالي
سعيد بنكراد في هذا الصدد
بيعها له. بكون «الإشهاري لا يستطيع يقوم على آليات تقنية دقيقة
لا شك أن ما وصل إليه مجال الوصول إلى الزبون والدفع به تسمح له بمراقبة وتتبع رغبات
الإشهار في عالمنا المعاصر لم يكن إلى الشراء إلا إذا كان عار ًفا بكل الزبائن وتلبية حاجاتهم النفسية
وليد الصدفة ،بل بفعل تدخل تفاصيل حياته :نفسيته ووضعه
كافة الفاعلين من مفكرين وعلماء والبيولوجية؛ انطلا ًقا من
وموسيقيين ومنتجين و ُصناع المعلومات والمعطيات التي يق ّد ُمها
أفلام ..حتى بات عل ًما قائ ًما بذاته الزبون بنفسه -بوعي أو بدونه-
له نظرياته وتقنياته وخصائصه