Page 272 - m
P. 272

‫العـدد ‪57‬‬                         ‫‪270‬‬

                                     ‫سبتمبر ‪٢٠٢3‬‬

   ‫بقدر ما أنه هو من يبحث عنا‪،‬‬       ‫وأنماطه ودوافع تعرضه للرسالة‪،‬‬           ‫بترسانة من الصور الباهرة‬
  ‫ويقتفي أثرنا أينما ذهبنا وولَّينا‬       ‫حتى يمكن تصميم الإشهار‬           ‫والألوان المختارة بعناية بالغة‪،‬‬
   ‫«فنحن لا نبحث عن المنتج‪ ،‬إنه‬           ‫بالشكل الذي يراعي كل هذه‬
  ‫يحاصرنا في كل الفضاءات‪ ،‬بما‬                                                 ‫وخطاب لغوي متأ ِّسس على‬
                                      ‫الأمور ويستثمر الأوتار والميول‬        ‫أساليب بديعية وبلاغية‪ ،‬دون‬
     ‫فيها فضاءات الحميمية التي‬             ‫المواتية على مستوى الشكل‬
      ‫لا يمكن أن تفلت من سلطة‬             ‫والمضمون»(‪ .)8‬وهو ما يعني‬            ‫أن ننسى الطاقات المتد ِّخلة‬
   ‫الوسائط‪ ،‬ومنها التليفزيون في‬                                             ‫والإمكانات الهائلة المرصودة‬
  ‫المقام الأول»(‪ .)10‬علاوة على ذلك‬      ‫أنه «لا يراعي الموضوعية طالما‬       ‫قصد التأثير في عدد كبير من‬
  ‫فالمشهر لم يعد يكتفي بالوصلة‬         ‫أن همه الوحيد هو إيجاد السبل‬        ‫المستهلكين‪« ،‬وهو ما يعني أن‬
    ‫الإشهارية لإيصال منتجه إلى‬                                          ‫الاشتغال بالإشهار يعني ضرورة‬
‫الزبائن المفترضين‪ ،‬بل يستعين في‬            ‫الكفيلة لجعل الناس يبدون‬       ‫تجهيز مختبرات خاصة وخبراء‬
 ‫كثير من الأحيان بمجالات أخرى‬           ‫استجابة كبيرة‪ ،‬فهو يعمل على‬          ‫متعددين‪ ،‬من أجل مردودية‬
     ‫تمتلك قاعدة جماهيرية مهمة‬         ‫التأثير في مواقفهم وسلوكاتهم‬       ‫تجارية نفعية تكون هي الهدف‬
    ‫كالسينما والمسرح والرياضة‬           ‫بنقلهم أفكا ًرا وعبارات مختارة‬     ‫الأول والأخير‪ ،‬وهذا ما يجعل‬
                                                                         ‫التأثير الفني والدلالي يتحول إلى‬
                 ‫ووسائل النقل‪.‬‬                     ‫معبرة وجذابة»(‪.)9‬‬
  ‫إن اختيار المش ِهر لشخصية من‬                                                     ‫وسيلة لا إلى غاية»(‪.)7‬‬
   ‫الشخصيات المشهورة لا يكون‬          ‫آليات اشتغال الإشهار‬                     ‫إن الإشهار‪ ،‬عمو ًما‪ ،‬يختار‬
 ‫اعتباطيًّا‪ ،‬بل َيأخذ بعين الاعتبار‬     ‫وطرائق التأثير في‬                     ‫الفئة المستهدفة ويعمل على‬
‫موهبته الفذة وشخصيته المحبوبة‬                ‫المستهلك‬                        ‫استنطاق مكنوناتها الداخلية‬
 ‫التي تتميز‪ ،‬عادة‪ ،‬بصفات حسنة‬                                             ‫لاستثمار النتائج المتو َّصل إليها‬
   ‫كالتواضع والطيبوبة واللطافة‪،‬‬      ‫لم يعد التأثير الإشهاري مقتص ًرا‬    ‫في تصميم إشهار يلائم ميولاتها‬
 ‫وهي نفسها المقومات التي تجذب‬            ‫على الإعلانات التلفزيونية بل‬        ‫شك ًل ومضمو ًنا‪ ،‬وقد «تبرز‬
 ‫المع َجبين وتجعلهم يتأثرون بتلك‬                                           ‫أهمية عملية التأثير في الرسالة‬
                                       ‫امتد هذا الأمر إلى كافة الأشكال‬  ‫الإشهارية التي في الأساس تعتمد‬
    ‫التفاصيل التي تثير فضولهم‬           ‫التصويرية المتحركة والساكنة‬     ‫على خصائص الجمهور المستهدف‬
                                      ‫والمسموعة والمقروءة‪ ،‬وفي غالب‬
                                        ‫الأحيان لا نبحث عن الإشهار‪،‬‬

‫إعلان شركة دوف المتهم العنصرية‬
   267   268   269   270   271   272   273   274   275   276   277