Page 277 - m
P. 277

‫‪275‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫تراث شعبي‬

    ‫طالها النسيان‪ ،‬تقارب الرؤى‬    ‫الموسم‪ :‬اعتراف بالتعددية‬                    ‫والشعبي‪ ،‬تعضد من أواصر‬
   ‫والتصورات المتباينة‪ ،‬وينصهر‬      ‫الثقافية وجنوح نحو‬                       ‫الصلة بين جيل الأمس وجيل‬
                                     ‫الوحدة والتضامن‬                         ‫اليوم‪ ،‬وتعرض أشكا ًل ثقافية‬
     ‫الاختلاف في قالب واحد هو‬                                             ‫مادية ولا مادية‪ ،‬تعرف بمحطات‬
   ‫الثقافة‪ ،‬مادامت كونية تنتعش‬       ‫يتميز المجتمع المغربي بتعددية‬        ‫حياة الإنسان في المغرب‪ ،‬وتعكس‬
                                        ‫مكوناته الإنسانية والثقافية‬          ‫ثقافته الحضارية التي تشكلت‬
      ‫بالاختلاف والتعدد‪ ،‬تحتفي‬        ‫واللغوية‪ ،‬التي نهلت روافدها‬         ‫عبر زمن طويل‪ ،‬ومن ثم أضحت‬
    ‫بطقوس وعروض ذات جذور‬               ‫من حضارات متنوعة عربية‬                 ‫المواسم تجسد إشعا ًعا ثقافيًّا‬
  ‫بدوية عريقة‪ ،‬تتخللها احتفالات‬                                           ‫وحضار ًّيا تخطى الحدود‪ ،‬وحظي‬
‫تحمل صو ًرا اجتماعية تؤشر على‬        ‫وأمازيغية وأندلسية وحسانية‬            ‫باهتمام المنظمات العالمية للثقافة‬
‫الوحدة التي رغب المجتمع المغربي‬        ‫وأفريقية‪ ،‬بصمت إر ًثا ثقافيًّا‬
  ‫في خلقها‪ ،‬مثل العقيقة والختان‬                                                         ‫والفنون والتراث‪.‬‬
     ‫والأعراس الجماعية وتكريم‬       ‫ماد ًّيا ولا ماد ًّيا خصبًا امتد عبر‬
 ‫حفظة القرآن الكريم وغيرها من‬          ‫قرون طويلة‪ ،‬هذا التعدد تتم‬
  ‫مظاهر التضامن والتعايش التي‬
  ‫تترجم تلك المواقف النبيلة التي‬     ‫ترجمته إلى ممارسات احتفالية‬
‫تشكل جز ًءا لا يتجزأ من منظومة‬      ‫ومواسم تراثية سنوية تمتد من‬
                                   ‫شمال المغرب إلى جنوبه‪ ،‬تتعايش‬
           ‫ثقافية مغربية أصيلة‪.‬‬
       ‫ويعتبر فن التبوريدة من‬          ‫عبره لغات ولهجات وأعراق‪،‬‬
                                   ‫وتنبعث من جديد عادات وتقاليد‬

                                                                          ‫فن التبوريدة‬
                                                                          ‫في المغرب‬
   272   273   274   275   276   277   278   279   280   281   282