Page 213 - m
P. 213
211 الملف الثقـافي
يوجين باربا كارلو جلدوني وطيدة بالإيقاع العضو ِّي
الذي سبق أن أشرنا إليه،
التح ُّدث مع المتف ِّرجين الذين كإكسسوارات يت ُّم بها خلق وبشك ٍل خا ٍّص حينما يتعلَّق
يكون بالنسبة لهم شي ٌء الشخوص .أ َّما الموسيقى، الأمر بالحركة ،فهي إذن
جوهر ٌّي مواجهة الظهور منطلق يؤ ِّطر اشتغال الممثل
الذي يترك فيهم الأثر ،لك َّن فهي موسيقى حيَّة من عزف أثناء تلك الارتجاليات ،وهي
إمشجا َّرردا ٍتكلا ٍم ك َّل ذلك سيبقى الممثلين ويستعمل خا َّصة أي ًضا بمثابة طريقة لإعداد
إن لم يتح َّق ْق في الأكورديون ،ويت ُّم كذلك الدور المسرحي مع اختلا ٍف
دقيق ٍة في الحرفة المسرحيَّة». توظيف أصوات وصراخ
يعرف باربا المخرج بكونه جوهر ٍّي في آليات هذا
المتف ِّرج الأ َّول ،وتكمن مه َّمته الممثلين ،في حين أن الإنارة الإعداد.
في إخراج انتباه المتف ِّرج من العاد َّية يكون الهدف منها
هو إظهار فضاء الفرجة ،ولا دراماتورجيا الممثل كما
خلال أفعال الممثل. يت ُّم الرهان عليها لتؤدي أي يؤكد أستاذ الدراسات
تبقى لحظة استعمال تكنيك المسرحية الإنجليزي
المخرج كمتفرج لحظ ًة دو ٍر جمالي.
حاسم ًة في مسيرة بناء وأي ًضا يقترح باربا تقنية «باتريس بافيس» ،ترتبط
العرض ،إذ بواسطة هذا المخرج كمتف ِّرج ،ويستند أسا ًسا بالعروض المبنية
التكنيك يتأ َّكد من أن العرض إليها من أجل التن ُّبؤ بالأثر على الارتجاليات الصوتية
سيمنح للمتفرج ح َّقه ،وجعله أو الإيقاعية قبل أن يت َّم
يعيش تجربة العرض وكأ َّنه الذي سيخلقه عرضه
وحده، قد ت َّم تحقيقه له ايلمسس ِّمريح ُّهيذهعلاىلتالقمنتيفةِّ:ر تج،كنويك حشوها بالنصوص
بشي ٍء والهمس في أذنه المخرج كمتف ِّرج ،إذ يقول: والسرود ،وأن يتم إخراجها
في الأخير من طرف مخرج
«إ َّنني أواصل العمل في
المسرح حتى أستطيع لا يشعر أب ًدا بأ ِّي تعاقد
سردي.
يؤكد باربا على اختياره هذا
النمط من الإخراج قائ ًل:
«هناك مخرجون أشبه
بالأمهات ،يقومون بإرادتهم
بإعطاء الصور والشكل
للعرض المسرحي ،وهناك
مخرجون أشبه بالقابلة
التي تقوم بمساعدة العرض
من أجل أن يرى النور،
وينظرون له بتط ِّف ٍل ،بعين
الدهشة والش ِّك ،وبنو ٍع من
النقد ،كأنهم أ َّول من يتف َّرج
عليه ،إنني أنتمي إلى النوع
الثاني من المخرجين».
تتميز عروض الأودن
بتوظيف الأقنعة،
وأنصاف الأقنعة ،وال ُّدمى