Page 85 - eleven.flp
P. 85

‫تبادل الآ ارء‪:‬‬

                                        ‫الرحلا ُت العربّية البحرّية‪:‬‬

‫تناو َل كثيٌر من المستشرقين والباحثين د ارسةَ وجهة النظر الثانية‪:‬‬
                                                          ‫ف ّن الملاح ِة عند العرِب‪ ،‬فأ َّكُدوا سبق العرب لملاحي‬

‫يقو ُل «آدم ميتز» أَّنه لم يكن لأوروبا‬                    ‫الغرب‪ ،‬أما الملاحةُ العربّية في البحِر المتوسط فكانت‬
                                                          ‫أم اًر مح َّل جد ٍل ونقاش بين المؤرخين‪ ،‬وهناك وجها ُت‬
‫سلطان على البحِر الأبي ِض المتو ّسط في‬                                 ‫نظر مختلفة حول هذا الموضوع‪ ،‬منها‪:‬‬
‫القرِن العاشر الميلاد ّي‪ ،‬فقْد كا َن بح اًر عربّياً‪،‬‬
‫وكا َن لابَّد لمن يريُد أ ْن يقض َي لنفسه أم اًر من‬                                  ‫وجه ُة النظِر الأولى‪:‬‬

‫أ ْن يخط َب وّد العرب‪.‬‬                                    ‫أ َّكَد المؤرُخ «دانييل بورستين» في تحليِل ِه‬
‫وبلغ من سيطرِة التجارِة العربّي ِة البحرّي ِة أن‬
‫كا َن التاجُر العرب ُّي يبدو كأَّنه ساحُر عصِره‬           ‫التاريخ ّي للرحلا ِت العربّي ِة في حو ِض البحر‬
                                                          ‫المتو ِّس ِط أَّنه لو أ َّن العر َب استقُّروا على شواط ِئ‬
                                                          ‫البحِر المتو ِّس ِط‪ ،‬وكا َن لهم مث ُل شغ ِف الرومان‬
‫الوسيط؛ لأ َّن جمي َع المعلومات العربّية التي‬
‫تنتظُم حو َل نم ِط التجارِة كان هو مصدرها‪.‬‬
                                                          ‫البحر ّي‪ ،‬ولو أَّنهم كاُنوا لا يخشون البحَر لتغَّيَر‬
                                                          ‫تاري ُخ أوروبا كلّّياً‪ ،‬وتبَّدل دينها‪ ،‬ولشاع ِت‬
‫آدم ميتز‪ ،‬كتاب الحضارة الإسلامّية‪ ،‬ص‪.431‬‬                        ‫الحضارةُ العربّيةُ الإسلامّيةُ في ربوعها‪.‬‬

‫يقو ُل فري ٌق آخر من الباحثين والمستشرقين‪ :‬ابدأ المناظرة‪:‬‬

             ‫‪ -1‬يق ّسُم الّص ُّف إلى مجموعتين‪.‬‬            ‫إ ّن العر َب لم يجعلوا من البحِر الأبي ِض‬
‫‪ -2‬تبح ُث ك ُّل مجموع ٍة عن الحج ِج والب ارهين‬            ‫المتوسط بحيرةً إسلامّيةً‪ ،‬إو� َّن وصولهم إلى‬

‫أوروبا قد حَدث عن طري ِق جبل طارق‪ ،‬إذ المنطقّي ِة التي تستنُد عليها لإثبا ِت الفكرة التي‬

                                      ‫تؤّيدها‪.‬‬            ‫تتقار ُب الشواطئُ والسف ُن العربّيةُ في غدِوها‬
‫‪ -3‬تثب ُت ك ُّل مجموع ٍة الأس َس التي اعتمَدت‬             ‫في البحِر المتو ِّس ِط كانت تسيُر عادةً بمحاذاِة‬
                                                          ‫السواح ِل وعلى مقرب ٍة من البِّر‪ ،‬لذلك تح َّكم‬
                  ‫عليها لإقنا ِع الطر ِف الآخر‪.‬‬

‫‪ -4‬تدعُم ك ُّل مجموع ٍة فكرتَها بتفاصي َل وأمثل ٍة من‬             ‫العر ُب فقط كان برّياً أكثر منه بحرّياً‪.‬‬
                       ‫الن ِّص ومصادِر التعلّم‪.‬‬
                                                          ‫حسين محمد فهيم‪ ،‬أدب الرحلات‪ ،‬مجلة عالم المعرفة‬
  ‫‪ -5‬تذ ّكروا‪ :‬استخدام آداب الحوار في النقاش‪.‬‬                                        ‫العدد ‪ ،138‬ص‪.238‬‬

                                                      ‫‪75‬‬
   80   81   82   83   84   85   86   87   88   89   90