Page 126 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 126

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪-‬العدد الثالث‬

‫لا يمكـن الجـزم بالاسـتغناء عنهـا أو‬                                           ‫السـيطرة علـى المجـال التـي تدخـل فيـه‬
                                                                               ‫أمـٌر يسـتلزم التحـوط منـه‪ ،‬كمـا ينبغـي‬
‫وضـع القيـود التـي تمنـع المؤلـف مـن‬                                           ‫علـى الحكومـات أن تنتَّبـه لمـا قـد‬
                                                                               ‫تتركـه هـذه الشـركات مـن آثـار سـلبية‬
‫التعاقـد معهـا؛ لأن ذلـك لا يتماشـى مـع‬                                        ‫علـى مجتمعاتنـا؛ حيـث تسـتطيع هـذه‬
                                                                               ‫الشـركات أن تؤثـر علـى توجيـه ثقافـة‬
‫هدف نشـر الثقافة بين الجميع‪ ،‬وكذلك‬                                             ‫الأفـ ارد‪ ،‬خاصـة بشـعوب الـدول النامية‪،‬‬
‫لا يتسـق مـع الواقـع العملـي الـذي ُيعـُّد‬                                     ‫بالإضافة إلى ذلك فإنها قد تترك الأثر‬
‫فيـه الإنترنـت عمـوًدا فق ًرّيـا يسـتند عليـه‬                                  ‫السـلبي فـي ﺗرسـﺦﻳ ﻬﻔﻣــوم الإنسـان‬
‫المؤلفـون للوصـول إلـى أكبـر عـدد‬                                              ‫اﻗﻻتصـادى والاجتماعـي‪ ،‬وﻧـﺷر اﻘﻟـﻳم‬
                                                                               ‫اﺔﻳﻛﻼﻬﺗﺳﻻ غيـر المشـروعة واﻳﻳﺎﻌﻣﻟر‬
‫ممكـن مـن الأفـ ارد لنشـر أفكارهـم‪،‬‬                                            ‫اﺔﻳﻗﻼﺧﻷ المتدنيـة؛ كالفسـاد اﺧُﻟُﻠﻲﻘ‪،‬‬
‫وليـس فقـط علـى الأفـ ارد الذيـن ينتمـون‬                                       ‫كمـا أنهـا ُيمكـن أن تُؤ ِّجـج المشـاعر‬
                                                                               ‫بيـن طبقـات المجتمـع؛ لأنهـا تُبـِرز‬
      ‫إليهـم بجنسـيتهم أو بقوميتهـم‪.‬‬                                           ‫الفجـوات بيـن طبقـات المجتمـع الواحـد‪،‬‬
‫ولهـذا الهـدف لـم ُيقِّنـن المشـِّرع‬
‫المصـري عمـل المؤِّلـف أو يضـع لـه‬                                             ‫وقـد لا تدعـو إلـى التآلـف والتشـابك‬
‫القيـود التـي تَ ِحـُّد مـن انضمامـه إلـى‬
‫الشـركات المتعـددة الجنسـيات‪ ،‬بـل‬                                              ‫بينهـم؛ الأمـر الـذي يـؤدي إلـى عـدم‬

‫إنـه أعطـى لهـذه الشـركات الحـق فـي‬                                            ‫اسـتق ارر المجتمعـات واشـتعال الأزمـات‬
‫ممارسـة حقـوق الملكيـة الفكريـة نيابـة‬                                           ‫الداخليـة وتقسـيم البلـد الواحـد(‪).178‬‬

‫عـن المؤلفيـن بموجـب اتفاقيـات مكتوبـة‬                                         ‫ورغـم السـلبيات التـي قـد تتركهـا‬
‫صريحـة(‪ ،)179‬ولكـن مـن المفهـوم‬
‫قانوًنـا أن حقـوق هـذه الشـركات تتعلـق‬                                         ‫الشـركات المتعـددة الجنسـيات التـي‬
‫بالجانـب المـادي للمصَّنـف فقـط ولا‬
                                                                               ‫تـ ازول أعمـاًل أدبيـة أو تقـوم بإنتـاج‬
‫تتعَّرض للجانب الأدبي للمؤلف إلا إذا‬                                           ‫المؤلفـات علـى الثقافـة بوجـه عـام‪ ،‬فإنـه‬
‫تمـت النيابـة فـي هـذه الحقـوق بموجـب‬                                          ‫‪ 178‬جاسـر عبـد العزيـز‪ ،‬جاسـر زكريـا‪ ،‬فـ ارس عبـد‬

‫‪ 179‬محمـد حسـام محمـد لطفـي‪ ،‬حقـوق الملكيـة‬                                    ‫الجليـل‪ ،‬الشـركات المتعـددة الجنسـيات وأثرهـا علـى‬
‫‪ -‬المفاهيـم الأساسـية د ارسـة لأحـكام‬                        ‫االلفقاكنـريوـنة‬  ‫االلـدخاومـل اسلناوامليثـمةا‪،‬نـومن‪،‬جلـة‪10‬ال‪0‬إد‪2‬ا‪،‬رةصواـلا‪1‬قت‪13‬ص‪.‬ـاد‪ ،‬العـدد‬
‫آ ارء الفقـه‬  ‫لالسـمنقـةار‪2‬ن‪00،‬م‪2‬رجـفـعيسـاضبـوقء‪،‬‬  ‫رقـم ‪82‬‬  ‫وأحـكام‬
‫ص ـ‪245‬‬                                              ‫القضـاء‬

                                                                                                                                                            ‫‪126‬‬
   121   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131