Page 131 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 131

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫بالقـارة الأفريقيـة سيسـمح بإحـكام‬           ‫ومـع وجـود القوانيـن الوطنيـة‬
     ‫الرقابـة علـى هـذا الأمـر وُيقـِّدم يـد‬
     ‫العـون للمؤلفيـن فـي الحفـاظ علـى‬            ‫والاتفاقيـات والمعاهـدات الدوليـة‪ ،‬فـا‬
                                                                                        ‫ُيم ِكـن‬
                       ‫حقوقهـم الأدبيـة‪.‬‬          ‫س ـلطة‬  ‫وج ـود‬     ‫إهمـال ضـرورة‬       ‫علي ـا‬
                                                  ‫يك ـون‬  ‫أفريقي ـة‬  ‫داخـل ك ِّل دولـة‬
     ‫وُيبـِرز كذلـك دور الجمعيـات الحاميـة‬
     ‫لحقـوق المؤلفيـن؛ لأنهـا تقـوم نيابـة عـن‬    ‫غرضهـا كفالـة الامتثـال بالقوانيـن‬
     ‫المؤلـف ‪-‬حتـى بعـد وفاتـه‪ -‬بحمايـة‬
     ‫إنتاجـه الفكـري‪ ،‬ومـن المفيـد أن تشـترك‬      ‫ومنـع الخروقـات علـى شـبكة الإنترنـت‪،‬‬
     ‫الجمعيـات الموجـودة بداخـل الـدول‬
     ‫الأفريقيـة مـع بعضهـا البعـض وتُقـِّدم‬       ‫وذلـك أسـوة بمـا هـو مَتّبـع بفرنسـا‬
     ‫الجهود والتعاون لضمان تحقيق الحماية‬
     ‫للمصنفـات وللمؤلفيـن‪ ،‬خاصـة الذيـن‬           ‫بموجـب تشـريع ‪ HADOPI‬الخـاص‬
     ‫يقومـون بالتعاقـد مـع شـركات متعـِّددة‬       ‫بحـ ِّق المؤِّلـف والحقـوق المجـاورة فـي‬
     ‫للجنسـيات المالكـة لـدور نشـر متعـددة؛‬       ‫مجتمـع المعلوماتيـة‪ ،‬وهـذه السـلطة‬
     ‫لأن المؤلفين قد يقعون تحت سطوة وقوة‬
     ‫مركـز هـذه الشـركات‪ ،‬وهـو أمـر ُيشـِّكل‬      ‫هـي الكفيلـة للتأ ُّكـد مـن موافقـة الكاتـب‬
     ‫خطـًار علـى تغييـر ثقافـة وتقاليـد وأعـ ارف‬  ‫علـى نشـر مؤَّلفـه علـى الإنترنـت‪،‬‬
     ‫البـاد الأفريقيـة؛ حيـث ُيم ِكـن إعطـاء‬
     ‫هـذه الجمعيـات الـدور الرقابـي للتأكـد مـن‬   ‫والتأكـد مـن التدابيـر التكنولوجيـة‬

     ‫أن التعاقـد متناسـب مـع المركـز الأدبـي‬      ‫لحمايتـه‪ ،‬كمـا يمكـن أن تكـون هـذه‬
     ‫للمؤلـف ولا ُيح ِّملـه بـأي ضغـوط لدفعـه‬
     ‫لكتابـة محتـوى لا يتناسـب مـع أفـكاره‪،‬‬       ‫السـلطة هـي مصـدر لنشـر الثقافـة عبـر‬
     ‫مستغلين شهرته ووجود جمهور له‪ ،‬كما‬
     ‫إنـه مـن المفيـد أن تقـوم هـذه الجمعيـات‬     ‫الإنترنـت بتصميمهـا لمواقـع تُن َشـر فيـه‬
     ‫بالاطـاع علـى محتـوى الكتـب قبـل‬             ‫المصنفـات المصـَّرح بهـا مـن مؤلفيهـا‬
     ‫إتاحتها للجمهور للتأكد من أنها لا تحمل‬
                                                  ‫بإتاحتهـا للجمهـور بـدون مقابـل أو‬

                                                                     ‫بمقابـل رمـزي‪.‬‬

                                                  ‫وُيعـِّزز دور هـذه السـلطة‪ :‬العمـل‬
                                                  ‫علـى إنشـاء المواقـع الكاشـفة لأ ِّي‬
                                                  ‫انتهـاك أو سـرقة لمحتـوى المؤلفـات‬
                                                  ‫المكتوبـة باللغـة العربيـة؛ لأن ذلـك‬
                                                  ‫أمـٌر تفتقـده الشـعوب العربيـة‪ ،‬فسـرقة‬
                                                  ‫مؤلفاتهـم أصبحـت أمـًار متيسـًار لعـدم‬
                                                  ‫إمكانيـة كشـفه بسـهولة‪ ،‬ولعـل إيـداع‬
                                                  ‫الكتـب إلكترونًّيـا لـدى سـلطة واحـدة‬

‫‪131‬‬
   126   127   128   129   130   131   132   133   134   135   136