Page 127 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 127

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫لـذا تسـتغل هـذه الشـركات ضعـف‬               ‫اتفاقيـات خاصـة وبمـا لا يتعـارض مـع‬
                                                  ‫مـا يقتضيـه القانـون فـي حمايـة السـلطة‬
     ‫مركـز المؤلـف‪ ،‬وتقـوم بفـرض سـيطرتها‬         ‫الأبويـة للمؤلـف‪ ،‬وغالًبـا مـا نـرى ذلـك‬
                                                  ‫الأمـر فـي المصنفـات المشـتركة أو‬
     ‫عليـه لترغمـه علـى تبنـي أ ِّي أفـكار‬        ‫الجماعيـة(‪ ،)180‬وقـد اتجـه أري مؤيـد‬
     ‫مسـيئة‪ ،‬وُتلِزمـه بالتعبيـر عنهـا‪ ،‬وذلـك‬
     ‫بتحميلـه لجـ ازءات ماليـة وغيـر ماليـة‬       ‫لانتقـال الحـق الأدبـي للشـركات متعـددة‬

     ‫بموجـب اتفاقـات تحمـل طابـع الإذعـان‪،‬‬        ‫الجنسيات ما دامت لا تمثل أ َّي ضرر‬
     ‫ولا يقـوى المؤلـف علـى مواجهتهـا‬             ‫بشـرف المؤلـف أو اعتبـاره أو إلصـاق‬
                                                  ‫أفـكار أجنبيـه أو معارضـه لفكـره(‪.)181‬‬
     ‫بمفـرده‪ ،‬بـل إنـه يتحـول نتيجـة لذلـك إلى‬
     ‫أسـير ُمكـٍَره علـى كتابـة مصنفـات تُقـِّدم‬  ‫ومـن الأمـور غيـر المحمـودة لوجـود‬
     ‫محتـوى تحاسـبه عليـه الأجيـال القادمـة‬
                                                  ‫هـذه الشـركات فـي بعـض الأحيـان هـو‬
          ‫وتسـيء لتاريخـه ولا تُح َسـب لـه‪.‬‬       ‫قدرتها على إرغام المؤِّلف على انتهاج‬
     ‫وإلـى جانـب المحتـوى الضعيـف‪،‬‬                ‫مسـار فكـري لا َير َضـى عنـه المؤلـف‬
     ‫فـإن المؤِّلـف قـد يضطـر إلـى إتاحـة‬         ‫ذاتـه؛ فعلـى سـبيل المثـال‪ :‬قـد يخضـع‬
     ‫أو نشـر مصفنـه فـي وقـت لا يتناسـب‬           ‫المؤِّلـف لإكـ اره أدبـي أو معنـوي ليقـوم‬
     ‫مـع ظهـور عمـل جيـد للجمهـور أو فـي‬          ‫بتأليـف كتـب لا تتناسـب مـع أفـكاره أو‬
     ‫صـورة لا يرتضيهـا‪ ،‬وُيضطـر المؤلـف‬           ‫قوميتـه أو هويتـه أو فيهـا مـا ُيِسـيء‬
     ‫للانتهـاء مـن هـذا المصنـف ليتفـادى‬          ‫إلـى بلـده‪ ,‬ويخضـع المؤلـف لذلـك لعـدم‬
     ‫دفـع التعويـض المطلـوب منـه‪ ،‬وفـي‬
     ‫ذلـك أي ًضـا مسـاس بحـ ِّق المؤلـف فـي‬       ‫قدرتـه علـى نشـر مصنفاتـه بنفسـه‬
     ‫تقريـره لموعـد نشـر مصنفـه للجمهـور‪،‬‬
     ‫وهـو مـن حقوقـه الأدبيـة التـي كفلهـا لـه‬    ‫لافتقـاره للمكنـات الماديـة والتسـويقية‪.‬‬
                                                  ‫‪ 180‬المصنـف المشـترك هـو المصنـف الـذي‬
        ‫القانـون علـى النحـو المبيـن ذكـره‪.‬‬
     ‫ويـرى البعـض أنـه يتعيـن إلـ ازم‬             ‫يساهم فيه مؤلفان أو أكثر ويمكن فصل عمل كل‬
     ‫الشـركات متعـددة الجنسـيات بتبصيـر‬           ‫منهـم وتمييـزه علـى حـدة‪ ،‬أمـا المصنـف الجماعـي‬
     ‫المؤلـف حتـى لا يقـع فريسـة لتعاقـد‬          ‫يسـاهم فيـه عـدة أشـخاص طبيعييـن أو اعتبارييـن‬
     ‫مجحـف ظاهـره الإ اردة الحـرة وباطنـه‬
                                                  ‫‪1‬وي‪8‬س‪1‬ـت أحنييـلسف مصـمـلدوعحمـشلـاهكيلن‪،‬م اسلـاحهقـمووقتمايليـازهسـ‪.‬تئثارية‬

                                                  ‫لمؤلفـي المصنفـات الإلكترونيـة والاسـتثناءات‬
                                                  ‫الـواردة عليهـا‪ ،‬مجلـة البحـوث القانونيـة‬

                                                            ‫والاقتصاديـة‪ ،2017 ،‬صـ‪.546‬‬

‫‪127‬‬
   122   123   124   125   126   127   128   129   130   131   132