Page 357 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 357

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫التقانـة إلـى المجـال الصناعـي‪ .‬لهـذا‬               ‫وتتضمـن هـذه التقانـة العديـد مـن‬
     ‫تسـعى الشـركات والأوسـاط المعنيـة‬                   ‫التقانـات أهمهـا الهندسـة الو ارثيـة وعلـم‬
     ‫لهـذه التقانـة‪ -‬سـيما الهندسـة الو ارثيـة‪-‬‬          ‫الكائنـات الدقيقـة وعلـم البيولوجيـا‬
     ‫إلـى إسـباغ حمايـة فعالـة لمجهوداتهـم‬               ‫الجزيئـي والكيميـاء الحيويـة وغيـر ذلـك‬
     ‫البحثيـة مـن أجـل تشـجيع الابتـكار‬
     ‫فـي هـذا المجـال‪ ،‬فتطويـر دواء واحـد‬                           ‫مـن الأنظمـة البيولوجيـة‪.‬‬
     ‫للعـاج الجينـي قـد يسـتغرق عشـر‬
                                                         ‫وعلـى خـاف مـا يبـدو لأول وهلـة‪،‬‬
                    ‫سـنوات علـى الأقـل‪.‬‬                  ‫فـإن التقانـة الحيويـة قديمـة قـدم الإنسـان‬
                                                         ‫علـى ظهـر المعمـورة وخيـر مثـال‬
     ‫فـإذا شـكلت الثنائيـة الرقميـة (‪ )0‬و‬                ‫علـى ذلـك عمليـة التخمـر التـي تتـم‬
     ‫(‪ - )1‬لب ارمـج الحاسـب الآلـي‪ -‬محـركاً‬              ‫مـن خـال الكائنـات الدقيقـة دون أن‬
     ‫نشـطاً مكـن وادي السـليكون فـي كل‬                   ‫يـدور بخلـد الإنسـان معرفـة الأخيـرة أو‬
     ‫مـن الولايـات المتحـدة الأمريكيـة والهنـد‬           ‫عملهـا فـي هـذا الشـأن‪ ،‬وعمليـة تهجيـن‬
     ‫بعـد أن كانتـا قاحلتيـن أن ترتقـي مرتقـاً‬           ‫النباتـات والحيوانـات التـي قـام بهـا‬
     ‫صعباً لا يمكن التنبؤ به إلا من خلال‬                 ‫الإنسـان منـذ زمـن بعيـد للحصـول علـى‬
     ‫هـذه الثنائيـة‪ ،‬فحـال قـ ارءة الحـروف‬               ‫سـالات ممتـازة للنـوع‪ ،‬وكان يقتصـر‬
     ‫الأربعـة التـي تشـكل شـفرة الحيـاة بـكل‬             ‫دور الإنسـان آنـذاك علـى الملاحظـة‬
     ‫أشـكالها أو الأبجديـة الجينيـة يجـاوز‬               ‫والتجربـة فحسـب‪ .‬أمـا والحـال كذلـك‬
     ‫بكثيـر هـذه اللغـة الثنائيـة بشـكل لا‬               ‫إ ازء اتحـاد الأنظمـة البيولوجيـة‬
     ‫يمكـن حتـى التفكيـر فيـه‪ ،‬كمـا أن مجـرد‬             ‫المختلفـة وعلـم الكيميـاء والفيزيـاء‬
                                                         ‫أدي – وبحـق – إلـى الانتقـال بهـذه‬
      ‫تصـوره يعـد نسـجا مـن الخيـال(‪.)366‬‬
                                                         ‫لـن يصـل إلـى أول فاصلـة فـي هـذا الكتـاب الو ارثـي‬
     ‫‪ 366‬تتكـون لغـة البرمجـة فـي علـوم الحاسـب‬          ‫الـذي يـروي لنـا قـدره‪ .‬صـدق ألله العظيـم إذ يقـول»‬
                                                         ‫َل)ُحـهَـسـْومُنِلأَرَيّنـِهكُهْتماابآْلنـَياَاحـِتَانـُّلقا)وِفـاراثـليآيياـْةلارَفـاجرـقـِقعم‪َ:‬وِف‪3‬ـ‪5‬ي أَمنـُفنِسـِهسـْمو َرةحَتّـفى َصيلتَـَبَّيـتَن‪.‬‬
     ‫الآلـى مـن رقميـن فقـط يتـم التبـادل فيمـا بينهـم‬   ‫د‪ .‬أحمـد مسـتجير‪ :‬قـ ارءة فـي كتابنـا الو ارثـي‪ ،‬فـي‬
     ‫أي بيـن الواحـد والصفـر‪ .‬أمـا اللغـة الجينيـة فـإن‬  ‫بحـور العلـم‪ ،‬الجـزء ال اربـع‪ ،‬دار المعـارف – سلسـلة‬
     ‫أبجديتهـا أربعـة حـروف فحسـب‪ -‬الأدينيـن(أ)‬
     ‫والثايميـن(ث) والجوانيـن(ج) والسـيتوزين(س)‪-‬‬                     ‫اقـ أر ‪ ،1999 ،‬ص ‪ 22‬ومـا بعدهـا‪.‬‬
     ‫مـن خـال هـذه الحـروف الأربعـة تتـم وتفسـر كافـة‬
     ‫الأنشـطة الحيويـة‪ ،‬والتنـوع الهائـل التـي تتصـف‬
     ‫بـه كل الكائنـات الحيـة‪ .‬حـول الأبجديـة الجينيـة‬

‫‪357‬‬
   352   353   354   355   356   357   358   359   360   361   362