Page 356 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 356

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪-‬العدد الثالث‬

‫الضـوء(‪ .)364‬وعلـى الرغـم مـن حداثـة‬                     ‫أو الدنـا ‪« DNA‬سـر الحيـاة» (‪.)362‬‬
‫هذه التقانة إلا أنها تنمو بخطى سريعة‬                     ‫وتتمثـل ثـورة التقانـة الحيويـة – إذا‬
‫جدا لدرجة أن مشروع الجينوم (المجين‬                       ‫مـا أردنـا أن نعبـر عنهـا ببسـاطة –‬
‫‪ )genome/génome‬البشـري صـدر‬                              ‫فـي تغييـر عناصـر الحيـاة مـن خـال‬
‫قبـل الميعـاد المحـدد لـه سـلفا‪ .‬فـإذا كان‬               ‫تطويـع أو تأشـيب الدنـا ‪.)363(DNA‬‬
‫القـرن التاسـع عشـر عصـر الكيميـاء‪،‬‬
‫بينمـا كانـت الفيزيـاء محـور الابتـكا ارت‬                ‫ويعظـم مـن فوائـد هـذا الكشـف‬
‫فـي القـرن العشـرين‪ ،‬فـإن القـرن الحـادي‬                 ‫العظيـم اللقـاء البيونـي بيـن هـذه التقانـة‬
‫والعشـرين هـو قـرن التقانـة الحيويـة‬                     ‫وعلـوم الحاسـب الآلـي والتـي كان مـن‬
                                                         ‫ثمارهمـا تصنيـع الحاسـوب الجزيئـي‬
‫التـي يوجـد إجمـاع حولهـا يؤكـد أن هـذه‬                  ‫وهـو عبـارة عـن آلـة مفكـرة ذات أسـاك‬
                                                         ‫مـن الدنـا ‪ DNA‬عوضـا عـن أسـاك‬
‫التقانـة باقيـة لا تـزول حتـى تـزول قـدم‬                 ‫السـليكون‪ ،‬لهـا القـدرة مـن الناحيـة‬
‫الإنسـان مـن علـى هـذه البسـيطة(‪.)365‬‬                    ‫النظريـة علـى حسـاب مئـة مليـون مليـار‬
                                                         ‫عمليـة فـي التـو واللحظـة‪ ،‬وتتصـف هذه‬
‫‪ 364‬جمـال سـند السـويدي‪« :‬التقنيـة الحيويـة‬              ‫الحواسـيب الجزيئيـة بأنهـا تعمـل بسـرعة‬

‫ومسـتقبل المجتمعـات البشـرية‪ :‬رؤيـة عامـة»‬               ‫‪ 362‬إن فـك أحجيـة جـزئ الدنـا – أخطـر وأهـم‬
‫فـي كتـاب التقنيـة الحيويـة ومسـتقبل المجتمعـات‬
‫البشـرية‪ ،‬التحديـات والفـرص‪ ،‬أعمـال المؤتمـر‬             ‫جـزئ فـي عالمنـا – – بـكل تضميناتـه البيولوجيـة–‬
‫السـنوي الثامـن المنعقـد فـي ‪ 13-11‬ينايـر‬                ‫واحـداً مـن أهـم الحـوادث العلميـة فـي القـرن‬
‫‪ ،2003‬مركـز الإمـا ارت للد ارسـات والبحـوث‬               ‫المنصـرم‪ ،‬ولا بـد أن نتذكـر هـذا الحـدث ليـس‬
‫الإسـت ارتيجية‪ ،‬الطبعـة الأولـى ‪ ،2004‬ص ‪.19‬‬              ‫تاريخيـاً‪ ،‬وإنمـا هـو تقريـر شـخصي لتاريـخ سـيكتب‬
                                                         ‫يوماً‪ ،‬حيث إن واطسون – العالم الأمريكي الذكي‬
‫‪365‬جديـر بالذكـر أن كل فـرد منـا نحـن البشـر‬             ‫– أدرك مـن البدايـة وهـو فـي أوائـل العشـرينات مـن‬
                                                         ‫عمـره أن حـل لغـز تركيـب جـزئ الدنـا سـيأخذه يومـاً‬
‫عالـم بأسـره لـو نـدري عالـم يمـوج بتفاعـات ليـس‬
‫كمثله آخر‪ ،‬فجسـم الإنسـان مؤلف من حوالي ‪60‬‬                     ‫إلـى اسـتكهولم ليتسـلم جائـزة نوبـل‪ .‬ارجـع‪:‬‬
‫ألـف بليـون خليـة‪ ،‬لـو اعتبرنـا كل منهـا لبنـة لأمكننـا‬  ‫د‪ .‬منيـر علـي الجنـزوري‪ :‬نحـن والعلـوم البيولوجيـة‬
‫أن نبنـي بهـا سـو اًر كسـور الصيـن العظيـم يلـف‬          ‫في مطلع القرن الحادي والعشرين‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬
‫الكـرة الأرضيـة سـبع عشـرة مـرة ! كمـا أن المـادة‬
‫الو ارثيـة أو الدنـا ‪ DNA/AND‬الموجـودة فـي جسـم‬                                      ‫‪ ،2000‬ص ‪.53‬‬
‫أي منـا لـو وصلناهـا لشـكلت خيطـاً رفيعـا يمتـد إلـى‬
‫الشمس ويعود ‪ 350‬مرة إن يكن سمكه مجرد ‪20‬‬                  ‫‪ 363‬لمزيـد مـن التفصيـل ارجع‪:‬جيمـس د‪.‬‬
‫أنجسـتروم (‪ 2‬مـن بليـون مـن المتـر)‪ .‬وتحتـوي نـواة‬
‫كل خليـة فـي جسـم الإنسـان علـى كتـاب كامـل مـن‬          ‫واطسـون‪ ،‬ترجمـة د‪ .‬أحمـد مسـتجير‪ ،‬د‪ .‬محمـود‬
‫مائتـي ألـف صفحـة‪ ،‬والجسـم بـه‪ 60‬ألـف بليـون‬             ‫مسـتجير‪ :‬اللولـب المـزدوج‪ ،‬روايـة شـخصية لقصـة‬
‫نـواة ‪ .‬وعلـى هـذا‪ ،‬إذا مكـث الإنسـان يقـ أر كتابـه‬      ‫اكتشـاف الدنـا‪ ،‬سـطور‪ ،‬الطبعـة الأولـى ‪.2003‬‬
‫الو ارثـي منـذ ولادتـه وحتـى وفاتـه‪ ،‬فإننـي اعتقـد أنـه‬

                                                                                                              ‫‪356‬‬
   351   352   353   354   355   356   357   358   359   360   361