Page 361 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 361

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫‪ -2‬إذا كان التشـريع الأوربي‪ -‬كذلك‬                    ‫العلـم فـا أقـل مـن أن نجيـد اسـتهلاكه‪.‬‬
     ‫القانـون الفرنسـي‪ -‬يسـمح بحمايـة المـواد‬             ‫وعليـه‪ ،‬لابـد مـن التشـدد فـي اسـتيفاء‬
     ‫البيولوجيـة ذات الأصـل البشـري عـن‬                   ‫أحـكام البـ ارءة‪ -‬موضـوع البـاب الأول‪-‬‬
     ‫طريـق البـ ارءة‪ ،‬إلا أن الإنسـان فـي حـد‬             ‫ووضـع الضوابـط الملائمـة للتطبيقـات‬
     ‫ذاتـه يسـتبعد مـن الحمايـة عـن طريـق‬                 ‫المختلفـة لهـذه التقانـة – موضـوع البـاب‬
     ‫البـ ارءة‪ ،‬لأن جسـم الإنسـان فـي كافـة‬               ‫الثانـي‪ -‬لجنـي ثمـار هـذه التقانـة دون‬
     ‫م ارحلـه المختلفـة يعتبـر مجـرد اكتشـاف‬
     ‫فحسـب‪ .‬وعلـى العكـس‪ ،‬فـإن أي جـزء‬                                    ‫أن نكـون ضحايـاه‪.‬‬
     ‫معـزول مـن جسـم الإنسـان بتقنيـات‬
     ‫التحديـد والتنقيـة والتضاعـف يمكـن‬                   ‫أولاً‪ :‬النتائج التي تم التوصل إليها‪:‬‬
     ‫أن يشـكل اخت ارعـاً محميـاً عـن طريـق‬                ‫‪-1‬يتعيـن أن يقتصـر مفهـوم‬
     ‫البـ ارءة‪ ،‬حتـى لـو كان تركيبـه مماثـاً‬              ‫الكائنـات الدقيقـة فـي القانـون المصـري‬
     ‫لعنصـر طبيعـي‪ .‬أمـا فـي ظـل القانـون‬                 ‫علـى الكائنـات الدقيقـة التـي لا تـرى‬
     ‫المصـري لا يمكـن حمايـة أي مـن أجـ ازء‬               ‫بالعيـن المجـردة مثـل البكتريـا‪،‬‬
     ‫جسـم الإنسـان سـواء فـي شـكل معـزول‬                  ‫والفطريـات‪ ،‬والطحالـب‪ ،‬والفيروسـات‪،‬‬
     ‫أو غيـر ذلـك‪ .‬كمـا لا يمكـن أيضـا‬                    ‫والأوليـات الحيوانيـة ويجـب ألا يمتـد‬
     ‫حمايـة النبـات أو الحيـوان أو أي مـن‬                 ‫هـذا المفهـوم ليشـمل خلايـا الإنسـان‬
     ‫أج ازئهـم عـن طريـق البـ ارءة بمقتضـى‬                ‫والحيـوان والنبـات كمـا هـو الحـال‬
     ‫قانـون حقـوق الملكيـة الفكريـة المصـري‪.‬‬              ‫فـي التشـريع الأوربـي‪ ،‬حتـى لا تمتـد‬
     ‫‪ -3‬وجديـر بالذكـر أنـه فـي حالـة‬                     ‫الحمايـة عـن طريـق البـ ارءة إلـى كافـة‬
     ‫حمايـة التتابـع الدنـاوي المعـزول مـن‬
     ‫جسـم الإنسـان فـي التشـريع الأوربـي‪،‬‬                                ‫أشـكال الحيـاة(‪.)367‬‬

     ‫فـي نفـس الوقـت أحـد الخيـا ارت المتاحـة للتشـريعات‬  ‫‪ 367‬إن مصطلح الكائنات الدقيقة يعوزه المفهوم‬
     ‫الوطنيـة حسـبما تقتضيـه المصلحـة الوطنيـة لتلـك‬
     ‫الـدول‪ .‬فمـن غيـر المسـتحب تبنـي سياسـة وطنيـة‬       ‫العلمـي المحـدد‪ ،‬وقلمـا تبـدو الأهميـة البالغـة‬
     ‫واحـدة علـى مسـتوى العالـم وذلـك لتبايـن المصالـح‬    ‫للتفرقـة بيـن الكائنـات الدقيقـة مـن جانـب والنباتـات‬
                                                          ‫والحيوانـات مـن جانـب آخـر فـي الأوسـاط العلميـة‬
                                       ‫والسياسـات‪.‬‬        ‫مثلمـا الحـال فـي مجـال الحمايـة القانونيـة‪ ،‬حيـث‬
                                                          ‫إن حمايـة الكائنـات الدقيقـة يعـد انحـ ارف عـن مبـدأ‬
                                                          ‫عـدم حمايـة أشـكال الحيـاة المختلفـة‪ .‬ولقـد كان‬
                                                          ‫التطـور السـريع والنمـو المت ازيـد فـي مجـال التقانـة‬
                                                          ‫الحيويـة هـو الباعـث علـى عـدم تعريـف اتفاقيـة‬
                                                          ‫التربـس لمصطلـح الكائنـات الدقيقـة‪ ،‬وهـو مـا يعـد‬

‫‪361‬‬
   356   357   358   359   360   361   362   363   364   365   366