Page 358 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 358

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪-‬العدد الثالث‬

‫تطويـع هـذا الشـرط حتـى يتـم الوفـاء‬       ‫وعلـى هـذا تسـعى شـركات التقانـة‬
‫بـه فـي الاخت ارعـات البيولوجيـة‪ ،‬وتـرى‬    ‫الحيويـة إلـى الحصـول علـى عائـد‬
‫بعـض التشـريعات‪ -‬فـي هـذا الشـأن‪-‬‬          ‫اسـتثما ارتها ولا يكـون ذلـك إلا مـن‬
‫أن الصعوبـات الناشـئة عـن اكتشـاف‬          ‫خـال الحمايـة الممنوحـة عـن طريـق‬
‫وعـزل الجيـن تعـد فـي حـد ذاتهـا كافيـة‬    ‫حقـوق الملكيـة الصناعيـة لاسـيما بـ ارءة‬
‫للقـول بتوفـر شـرط الخطـوة الإبداعيـة‬      ‫الاختـ ارع‪ ،‬إلا أن اخت ارعـات التقانـة‬
‫فـي تلـك الاخت ارعـات‪ .‬يضـاف إلـى‬          ‫الحيويـة لا تنسـجم بسـهولة وأحـكام‬
‫ذلـك‪ ،‬فـإن الإفصـاح المتطلـب‬               ‫البـ ارءة‪ .‬لهـذا لابـد مـن تطويـع أحـكام‬
‫للحصـول علـى البـ ارءة ‪-‬والـذي يمكـن‬       ‫البـ ارءة بالشـكل الـذي تنسـجم فيـه هـذه‬
‫رجـل الصناعـة المتخصـص مـن‬                 ‫الأحـكام وخصوصيـة اخت ارعـات التقانـة‬
‫تنفيـذ الاختـ ارع‪ -‬يتطلـب فـي مجـال‬        ‫الحيويـة بحسـبان الأخيـرة محـا لمـا‬
‫الاخت ارعـات البيولوجيـة ليـس فحسـب‬        ‫هـو موجـود مـن ذي قبـل‪ ،‬ومـن ثـم لا‬
‫ذلـك الإفصـاح‪ ،‬وإنمـا ضـرورة إيـداع‬        ‫تسـتوفي شـرط الجـدة‪ .‬لـذا‪ ،‬كان لابـد‬
‫عينـة مـن الكائـن الدقيقـة أو الجيـن‬       ‫مـن تطويـع هـذا الشـرط حتـى يتـم الوفاء‬
‫موضـوع البـ ارءة لـدى أحـد الجهـات‬         ‫بـه فـي الاخت ارعـات البيولوجيـة‪ ،‬لدرجـة‬
‫المعنيـة بذلـك‪ ،‬حتـى يتمكـن رجـل‬           ‫أن بعـض التشـريعات اعتبـرت أن‬
‫الصناعـة المتخصـص مـن تنفيـذ‬               ‫مجـرد عـزل الجيـن مـن بيئتـه الطبيعيـة‬
                                           ‫يعـد كافيـاً للقـول بتوفـر شـرط الجـدة‪.‬‬
                         ‫الاختـ ارع‪.‬‬       ‫كمـا أن هـذه الاخت ارعـات تعتمـد بصفـة‬
                                           ‫أساسـية علـى خصائـص الكائنـات‬
‫كذلـك‪ ،‬لابـد مـن تحديـد الاسـتبعادات‬       ‫الحيـة‪ ،‬ومـن ثـم فإنهـا تعـدم شـرط‬
‫الـواردة علـى مبـدأ حمايـة هـذه‬            ‫الخطـوة الإبداعيـة والقابليـة للتطبيـق‬
‫الاخت ارعات‪ ،‬سيما أن الدول الغربية لا‬      ‫الصناعـي‪ .‬لـذا كان لابـد أيضـاً مـن‬
‫تتـورع عـن حمايـة كافـة أشـكال الحيـاة‬
‫دون التقيـد بـأي معيـار سـواء تعلـق هـذا‬   ‫ارجـع‪:‬د‪ .‬أحمـد مسـتجير‪ :‬البيوتكنولوجيـا فـي الطـب‬
‫المعيـار بأمـان أو مـدى أخلاقيـة هـذه‬      ‫والز ارعـة‪ ،‬ك ارسـات علمية(سلسـلة غيـر دوريـة)‬
‫الاخت ارعـات‪ ،‬لـذا لابـد مـن تحديـد نطـاق‬  ‫تعنـى بالاتجاهـات العلميـة الحديثـة‪ ،‬المكتبـة‬
                                           ‫الأكاديميـة‪ ،‬الطبعـة الأولـى‪ ، 1998 ،‬ص ‪.20‬‬

                                                                                              ‫‪358‬‬
   353   354   355   356   357   358   359   360   361   362   363