Page 359 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 359

‫لجنة حماية الملكية الفكرية ‪ -‬المجلس الأعلى للثقافة‬

     ‫التـ ارث‪ ،‬والـذي حافظـت عليـه وطورتـه‬         ‫الحمايـة القانونيـة عـن طريـق البـ ارءة‬
     ‫عبـر عقـود وقـرون عديـدة قـد خلـت‪.‬‬            ‫مـن خـال تحديـد مبـدأ الحمايـة مـن‬
     ‫يضـاف إلـى مـا سـبق‪ ،‬فلقـد نجـم عـن‬           ‫جانـب‪ -‬أي مفهـوم الكائنـات الدقيقـة‬
     ‫تطبيقـات الهندسـة الو ارثيـة بعـض‬             ‫سـيما إ ازء عـدم الاتفـاق علـى كلمـة‬
     ‫التحديـات والإشـكاليات التـي تتعلـق‬           ‫سـواء حـول المقصـود بهـذا المفهـوم‬
     ‫باسـتخدام الكائنـات المحـورة و ارثيـا أو‬      ‫لـدي الأوسـاط العلميـة وبالتالـي‬
     ‫المنتجـات الناجمـة عـن الأخيـرة‪ ،‬فـإذا‬        ‫الطـرق البيولوجيـة الدقيقـة أيضـا‪-‬‬
     ‫كان مـن حـق المختـرع إسـباغ الحمايـة‬          ‫ومعالجـة الاسـتبعادات التقليديـة التـي‬
     ‫علـى اخت ارعـه‪ ،‬ففـي المقابـل لابـد مـن‬       ‫تتسـم بخصوصيـة فـي هـذا المجـال‪،‬‬
     ‫حمايـة البيئـة وجميـع أشـكال الحيـاة‬          ‫بالإضافـة إلـى الاسـتبعادات المرتبطـة‬
     ‫علـى ظهـر هـذه البسـيطة‪ ،‬سـيما إذا‬            ‫بهـذه التقانـة والتـي خرجـت مـن رحـم‬
     ‫تعلـق الأمـر بإطـاق الكائنـات الدقيقـة‬        ‫الأخيـرة مـن جانـب آخـر‪ ،‬للموازنـة بيـن‬
     ‫المحـورة و ارثيـا فـي البيئـة لأغـ ارض‬        ‫مصلحـة المختـرع ومصلحـة المجتمـع‪.‬‬
     ‫علاجيـة أو بيئيـة‪ ،‬ناهيـك عمـا قـد ينجـم‬      ‫وعليـه‪ ،‬قمنـا بمعالجـة خصوصيـة‬
     ‫عـن هـذه الكائنـات مـن آثـار لا يمكـن‬         ‫الأحـكام المتعلقـة ببـ ارءة الاختـ ارع فـي‬
     ‫الرجـوع فيهـا‪ ،‬إذا أخذنـا فـي الاعتبـار‬       ‫الاخت ارعـات البيولوجيـة الدقيقـة فـي‬
     ‫أمريـن الأول‪ :‬أن هـذه الكائنـات حيـة‬
     ‫والثانـي‪ :‬أنهـا لا تـرى بالعيـن المجـردة‪،‬‬              ‫البـاب الأول مـن الرسـالة‪.‬‬
     ‫بالإضافـة إلـى ذلـك كـون هـذه التقانـة‬
     ‫محفوفة بالمخاطر ولا ي ازل الإنسان في‬          ‫وإذا كان لابـد مـن إسـباغ الحمايـة‬
     ‫الم ارحـل العمريـة الأولـى لهـذه التقانـة‪،‬‬    ‫القانونيـة علـى الاخت ارعـات البيولوجيـة‪،‬‬
     ‫ومـن ثـم لا يتمتـع بالخبـرة الكافيـة للتنبـؤ‬  ‫فإنـه مـن العدالـة والأنصـاف م ارعـاة‬
     ‫بمـا سـتؤول إليـه الأمـور‪ .‬كمـا لا يجـوز‬      ‫حقـوق الشـعوب والـدول صاحبـة التـ ارث‬
     ‫أن يعـدم المسـتهلك حقـه فـي المعرفـة‬          ‫البيولوجـي الـذي تـم اسـتخدمه مـن قبـل‬
     ‫إ ازء طـرح المنتجـات الناجمـة عـن‬             ‫المختـرع فـي اخت ارعـه‪ .‬وهـذا يسـتوجب‬
     ‫الكائنـات المحـورة و ارثيـا فـي الأسـواق‪،‬‬     ‫مشـاركة تلـك الـدول والشـعوب فـي‬
                                                   ‫المكاسـب الناجمـة عـن اسـتخدام هـذا‬

‫‪359‬‬
   354   355   356   357   358   359   360   361   362   363   364