Page 360 - مجلة الملكية الفكرية العدد كامل
P. 360

‫مجلة ثقافة الملكية الفكرية ‪-‬العدد الثالث‬

‫كبيـرة مـن التحديـات الناجمـة عـن هـذه‬         ‫أي لابـد أن يتـم إعـام المسـتهلك بحـال‬
‫التقانـة موزعـة بيـن شـاطئين أحدهمـا‬           ‫هـذه المنتجـات وكونهـا محـورة و ارثيـاً‪.‬‬
‫ملـئ بالإنجـا ازت والآمـال‪ ،‬والآخـر‬            ‫وهـذا جميعـه مـا قمنـا بمعالجتـه فـي‬
‫محفـوف بالمخاطـر والأضـ ارر‪ ،‬أي أن‬
‫هـذه التقانـة باتـت مبشـ اًر ونذيـ اًر فـي آن‬           ‫البـاب الثانـي مـن الرسـالة‪.‬‬
‫واحـد‪ ،‬فالتغيـ ارت العميقـة لهـذه التقانـة‬
‫واقعـة لا محالـة‪ ،‬ونحـن لسـنا مهندسـي‬          ‫وأخيـ ار وليـس آخـ اًر‪ ،‬فـإن التقانـة‬
‫هذه التقانة فحسب بل نحن مادتها‪ ،‬ولا‬            ‫الحيويـة التـي أحاطـت بنـا بشـكل لا‬
‫يمكـن أن تحسـم هـذه القضيـة بـأن نقـول‬         ‫يمكـن الرجـوع فيـه‪ ،‬هـي بمثابـة عهـد‬
‫نعـم أو لا‪ ،‬ولكـن السـؤال الـذي يطـرح‬          ‫جديـد فـي عالـم متغيـر‪ :‬عالـم ليـس‬
‫نفسه أي التقنيات الحيوية سنختار وما‬            ‫مـن ثابـت فيـه سـوى‪.......‬التغير‬
‫هـي المعاييـر المسـتخدمة لتطبيقهـا؟‬            ‫ذاتـه! عالـم بـه الكثيـر مـن الآمـال‬
                                               ‫والطموحـات يحمـل لنـا بيـن طياتـه‬
‫وإ ازء مـا تقـدم‪ ،‬فلابـد مـن تنظيـم‬            ‫الكثيـر مـن المتاعـب والأخطـار‪ .‬ولا‬
‫قانونـي فعـال يعصـم الإنسـان مـن‬               ‫يمكننـا بجـرة قلـم أن ننكـر الإنجـا ازت‬
‫مخاطـر هـذه التقانـة‪ ،‬سـيما أن تقـدم‬           ‫الهائلـة لهـذه التقانـة‪ -‬سـيما أنهـا تتعلـق‬
‫علـوم الحيـاة يطـرح مشـاكل أخلاقيـة‬            ‫بصحـة ورفاهيـة الإنسـان‪ -‬حيـث إننـا‬
‫واجتماعيـة وقانونيـة ليـس هنـاك مـن‬            ‫لا نصبـو أبـدا إلـى عـدم حمايـة مثـل‬
‫وسـيلة لحلهـا‪ ،‬لأن العلـم ينتمـي إلـى‬          ‫هـذه الاخت ارعـات‪ ،‬ولكننـا لا يمكـن أن‬
‫حقـل الممكـن وليـس إلـى مـا هـو‬                ‫نتجاهـل فـي نفـس الوقـت المخاطـر‬
‫مشـروع أو مرغـوب بـه‪ ،‬إلا إذا تـم‬              ‫المحتملـة لهـذه التقانـة‪ ،‬لذلـك لابـد مـن‬
‫وضـع الضوابـط والقواعـد الملائمـة‬              ‫الُتّـَؤَدةُ وم ارعـاة المعاييـر الأخلاقيـة‬
‫لتنظيـم هـذه الاخت ارعـات وآثارهـا‬             ‫والبيئية إ ازء استخدام هذه التقانة‪ ،‬حيث‬
‫لمواجهـة تعطـش العلمـاء إلـى المعرفـة‬          ‫إن الاسـتفادة مـن هـذه التقانـة سـيعتمد‬
‫والتحكـم والأطمـاع التجاريـة لشـركات‬           ‫إلـى حـد بعيـد علـى خيا ارتنـا وق ار ارتنـا‬
‫التقانـة الحيويـة‪ ،‬حيـث إننـا لا ننتـج‬         ‫كمجتمعـات وأفـ ارد إ ازء اسـتخدام هـذه‬
                                               ‫التقانـة‪ ،‬سـيما أنـه قـد آلـت إلينـا تركـة‬

                                                                                            ‫‪360‬‬
   355   356   357   358   359   360   361   362   363   364   365