Page 13 - DILMUN 24
P. 13
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﺒﻨ ًﺎ ﻋﻠﻰﺍﻷﻣﺔ
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﺒﺌﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ
ﺩ .ﻋﻠﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﻓﺨﺮﻭ
ﺗﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻳﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻭﺣﻮﻝ ﺍﻷﺪﻫﺍﻑ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ.
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ » ﺣﻮﺍﺭ ًﺍ ﻣﺘﺼﻻً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻭﺍﻟﺤﺎﺿﺮ» ٠ﻛﺮﻭﺟﻪ ﻗﺎﻝ« ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻛﻠﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ
ﻣﻌﺎﺻﺮ« ،ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻥ ﻗﺮﺍﺀﺗﻪ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﻦﺧﻻﻝ ﻣﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻐﻴﺮﺩﻭ ًﻣﺎ ﻭﺗﺘﻐﻴﺮ ﻣﻌﻪ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻪ
ﻭﺃﻓﻜﺎﺭﻩ ﻭﻣﻨﺎﻫﺠﻪ.
٥ﻋﺼﺮ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻲ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺣﻘﻻً ﻣﻔﻴﺪ ًﺍ ﻍ ﻓﻬﻢ ﺎﺸﻧأﻃﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮ ،ﻭ 2ﻋﺼﺮ
ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻋﺘﺒﺮﺳﺒﻴ ًﻻ ﻟﻠﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﺔ .
ﺑﻌﺪ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻗﺘﻨﻊ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺑﻌﺪﻡ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻘﻄﻌﻴﺔﺍﻟﺘﺎﻣﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ،ﺇﺫ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺓ
ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭﻳﺔ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲﻻ ﻓﻜﺎﻙ ﻣﻨﻬﺎ.
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻔﻴﺔ أﻃﺡ ﻫﻴﻐﻞ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﻭﺭﺍﺀ ﺗﻄﻮﺭ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻘﻞ ﻭﻓﻜﺮ .ﺑﻴﻨﻤﺎ أﺷﺩﺕ ﺍﻟﻤﺎﺭﻛﺴﻴﺔ
ﻋﻠﻰ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻟﻠﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺣﻮﻝ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺃﺩﻭﺍﺕ ﺍﻹﻧﺘﺎﺝ.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻘﺪﺍﻣﻰ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻄﺒﺮﻱ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺑﺄﻪﻧ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻴﺌﺔ ﺍﻻﻟﻬﻴﺔ .ﺃﺎﻣ
ﺍﻟﺒﻻﺫﺭﻱ ﻓﺮﺃﻯ 2ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﺴﻴﺮﺓ ﺍﻷﺩﻭﺍﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻌﺒﻬﺎ ﻷﺍأﺷﺍﻑ ﺍﻟﻌﺮﺏ .ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺴﻜﻮﻳﻪ ﻓﺮﺁﻩ ﺃﺧﺬﺍً
ﻟﻠﻌﺒﺮ ﻭﺗﺠﺘﺐ ﺍﻷﺧﻄﺎﺀ .ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺭﺃﻯ ﻓﻴﻪ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﺪﻭﻥ ﺮﻴﺴﻣﺓ ﺍﻟﻌﻤﺮﺍﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ ،ﺇﺫ ﺗﺘﻐﻠﺐ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ
ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺯﺍﻟﺖ ﻋﻦ أﻃﻖﻳ ﺍﻟﻐﻠﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﻘﺒﻬﺎ ﺗﻮﺳﻊ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﺯﺩﻫﺎﺭﻫﺎ ،ﺍﻟﺬﻱ ﺑﺪﻭﺭﻩ
ﻳﻘﻮﺩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ 2ﺍﻟﺘﺮﻑ ﻭﺍﻟﺘﺮﻫﻞ ،ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺍﻟﺮﻛﻮﺩﻭﺍﻻﻧﺤﻻﻝ ،ﻟﺘﺤﻞ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﺼﺒﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ
ﺃﺧﺮﻯ.
ﻭ 2ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﺍﻋﺘﺒﺮ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻣﻦ ﺍ ﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﻴﻦﻭﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ
ﻛﻮﺍﺣﺪ ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻋﻮﺍﻣﻞ ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻗﻴﺎﻡ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻍ ﺍﻟﻮأﻃ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ.
ﺇﺫﻥ ﻓﺎﻟﺘﻌﺎﺭﻳﻒ ﻭﺍﻷﻫﺪﺍﻑ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ﺑﺘﻐﻴﺮ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ﻭﺍﻷأﺨﺷﺹﻭﺍﻷﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻑ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ.
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﺎﻨﻟ ،ﻧﺤﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻑ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺤﺮﺟﺔ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ،ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ
ﺗﻜﻤﻦ 2ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ،ﻫﻴﻤﻨﺔ ﻓﻴﻬﺎ ﻫﻮﺱ ﻣﺮﻳﺾ ﻻﻣﺒﺮﺭ ﻪﻟ ،ﻳﻘﻮﺩ
ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻳﺨﻨﻘﻪ ﻑ ﺃﻥ ﻭﺍﺣﺪ.
ﻟﻨﺬﻛﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻟﺘﻮﺿﻴﺢ ﻣﺎ ﻧﻌﻨﻴﻪ ﺑﺎﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﻭﻟﻄﺮﺣﻪ ﻟﻠﻤﻨﺎﻗﺸﺔ 2ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﺴﻴﺔ.