Page 16 - DILMUN 24
P. 16
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﺒﻨﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ
ﺍﻲﻟﺨﻳﻔﺭﻘﺎﺘﻟﻪﺍ، .
ﻨﻟﺄﺬﺧ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺍﻹﺳﻻﻣﻲ .ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ررﺛﺓ ﻗﺮﺍﺀﺍﺕ ﻭﺍﺟﺘﻬﺎﺩﺍﺕ ﺑﺸﺮﻳﺔ ﻪﺘﺤﺑ .ﻭﻛﺎﻥ
ﺰﺟﺀ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻨﻪ ﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎ ﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻋﺼﺮﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ،ﻭﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ،
ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﻳﺔ ﻋﻠﻮﻡ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺼﺮ ،ﻭﺍﻧﺘﻬﺎﺯﻳﺔ ﺑﻌﺾ ﻓﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﻻأأﻃ ﻭﺿﻌﻒ ﺍﻟﻮﺭﻉ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻟﺪﻯ ﺑﻌﺾ
ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ.
ﻟﻜﻦ ﻛﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻮﺭﻭﺍﻻﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻻﺗﺰﺍﻝ ﻣﻌﻨﺎ ﻭﺗﺴﺘﻌﻤﻞ ﻛﻞ ﺗﻔﺎﺻﻴﻠﻬﺎ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ،ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ
ﻛﻞ ﺎﻘﻧﻁ ﺎﻬﻔﻌﺿ ،ﻑ ﺇﺛﺭﺎﺓ ﺍﻟﻜﺮﺍﻉ ﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻲ ﺍﻟﻤﺠﻨﻮﻥ ﻋﺒﺮ ﻛﻞ ﺑﻻﺩ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻛﻞﺑﻻﺩﺍﻹﺳﻻﻡ ،ﻭ2
ﺗﻐﺬﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﺑﺮﻳﺔ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻳﺔ ﻭﺗﺒﺮﻳﺮ ﺎﻬﺘﻴﺠﻤﻫ ،ﻭ2ﺮﺻﻑ ﺃﺫﻫﺎﻥﺍﻷﻣﺘﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔﻭﺍﻹﺳﻻﻣﻴﺔ
ﻋﻦ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺼﻬﻴﻮﻧﻲ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﺍﻻﺳﺘﻴﻄﺎﻧﻲ ﻟﺘﻨﺸﻐﻞ ﺑﻤﻌﺎﺩﺍﺓ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭﺍﻹﺳﻻﻣﻴﺔ
ﺃﻭ ﺗﻠﻚ.
ﺇﺫﻥ ،ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﺮﻘﻟﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﻍ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻫﻲ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ،ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺄرﺛﺕ ﺑﻈﺮﻭﻑ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ
ﻭﺣﺎﻭﻟﺖ ﺣﻞ ﻣﺸﺎﻛﻞ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻣﻦﺧﻻﻝ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻭﺗﻔﺴﻴﺮ ﻭﻓﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺀ ﻑ
ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻭﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲﻻ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﻧﺼﻮﺹ ﻭﺭﻭﺡ ﺍﻟﻘﺮﺀﺍﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ.
ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻄﺮﺡ ﻪﺴﻔﻧ:
ﺃﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﻣﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻧﺤﺘﺎﺝ ﻟﻠﻨﻈﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻻﻝ ﻓﻘﻪ
ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻘﻪ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ؟
ﺃﻻ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻴﻬﻘﻓﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ،ﺗﺄﺬﺧ ﺑﻌﻴﻦ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻷﺯﻣﻨﺔ ،ﻭﺗﻐﻴﺮ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ،ﻭﻧﺘﺎﺋﺞ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗﻮﺟﺪ ﻑ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ؟
ﻭﻍ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺃﻻ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻰﻟ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻓﻘﻬﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺄﺬﺧ ﺃﻓﻀﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻍ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ
ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻭﺗﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻮﻡ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﻭﺗﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻭﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺮﻈﻨﺘﻟ 2ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﻣﻦ
ﻣﺜﻞ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ( ﺗﻘﻠﺪﻫﺎ ﻟﻜﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻍ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ،ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ ﻛﻤﻮﺍأأﻃ ﻣﺴﺎﻭﻳﺔ ﻟﻠﺮﺟﻞ ،ﻗﻀﺎﻳﺎ
ﺍﻹﺭﺙﻭﺍﻟﻄﻻﻕ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﻭﺍﻟﻘﻮﺍﻣﺔ ﻭﺮﻴﻏﺎﻫ) ،ﺍﻭﻗﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻻﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ،ﺃﻭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ
ﻭﺃﺭﺽﺍﻹﺳﻻﻡ ﻭﺃﺭﺽ ﺍﻟﻜﻔﺮ ،ﺍﻭ ﻣﻮﺿﻮﻉ ﺍﻟﺮﺩﺓ ،ﺃﻭ ﺍﻟﻤﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺒﻴﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ
ﺍﻟﺘﻄﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ،ﺍﻭ ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﺃﻭ ﺟﻨﻮﻥ ﺍﻟﺠﻬﺎﺩ ﺍﻟﺘﻜﻔﻴﺮﻱ ﺍﻟﻌﻨﻔﻲ ﺍﻟﻤﻠﻴﻰ
ﺑﺎﻟﻘﺮﺍﺀﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﻣﻊ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﻭﻋﺪﺍﻟﺔ ﻭﺭﻓﻖﺍﻹﺳﻻﻡ؟ ﺃﻻ ﻧﺤﺘﺎﺝ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻴﻬﻘﻓﺔ ﻋﻘﻻﻧﻴﺔ