Page 14 - DILMUN 24
P. 14
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﺒﺌﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ
ﺍﻭﻹﺍﻟﺳﻌﺮﻻﻡﻭﺑﺔ ٥
ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰﺗﻻﺯﻡ ﺑﻴﻦﺍﻹﺳﻻﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ،ﺇﺫ ﺍﻹﺳﻻﻡ ﻗﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺍﻧﺘﺸﺎﺭﻫﻢ.
ﻭﻟﻜﻦ ﻓﻬﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻻﺯﻡ ﺍﺧﺘﻠﻒ ﻓﺄﻭﺟﺪ ﻣﺸﻜﻠﺔ.
ﺍﻹﺳﻻﻡ ﺩﻳﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﺰﺟﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ.
ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻫﻲ ﻫﻮﻳﺔ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻰ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻟﻴﺴﺖ
ﺍﻹﺳﻻﻡ ﻭﺣﺪﻩ.
ﻛﺎﻥﺍﻹﺳﻻﻡ ﻫﻮ ﺃﺳﺎﺱ ﻗﻴﺎﻡ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺨﻻﻓﺔﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻨﻨﻏ ﺍﻟﻌﺮﺏ .ﺃﻣﺎ ﺍﻵﻥ ﻓﺎﻥ
ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﻮأﻃ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺍﻟﺼﺎﻫﺮﺓ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺟﺰﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻘﻂ.
ﺍﻟﺠﺪﻟﻴﺔ ﺣﻮﻝﺍﻹﺳﻻﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺇﻟﻰ ﺗﺤﺖ ﻋﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ
ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﻤﺼﻴﺮ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻫﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ.
ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺗﻌﺎﺭﺽ ﺑﻴﻦﺍﻹﺳﻻﻡ ﻭﺍﻟﻌﺮﻭﺑﺔ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻳﻀ ًﺎ ﺍﻧﺪﻣﺎﺝ ﻭﺗﻤﺎرﺛ .ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﺎﻥ ﻟﻜﻞ
ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻑ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻴﺲﻷﺣﺪﻫﻤﺎ ﺃﻥ ﻳﻨﻔﻲ ﺍﻵﺧﺮ ،ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻛﻔﺔ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﻫﻲ ﻋﻴﺚ ٠
ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮﻳﺔ /
ﻟﻘﺪ ﺟﺎﺀﺍﻹﺳﻻﻡ ﻟﻴﺘﺨﻄﻰ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻴﺒﺼﻋﺔ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﻭﺍﻟﻌﺸﻴﺮﺓ ﻭﻳﺤﻠﻮﺍ ﻣﺤﻠﻬﺎ ﺭﺍﺑﻄﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ.
ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﺪﺤﻳﺙ .ﻓﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺣﺘﻰ ﺍﻧﻔﺠﺮﺕ ﺍﻟﻌﺼﺒﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ :ﻭﻫﻲ ﻋﺼﺒﻴﺎﺕ
ﻣﺠﺰﺃﺓ ﻭﻟﻴﺴﺖ ﻣﻮﺧﺪﺓ ،ﻭﻫﻲﻻ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﻡ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻀﻌﻒ ﻭﺣﺪﺍﺓﻷﻣﺔ ﺗﻀﻌﻒ ﻗﺪﺭﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﺃأﻃﻉﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ.
ﻛﻞ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ﺃﺑﻌﺪﺕ ﺗﺎﺭﻳﺨﻬﺎ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻋﻦ ﺣﺎﺿﺮﻫﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺒﻨﺖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍأأﻃ.
ﺃﻣﺎ ﻧﺤﻦﻓﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺗﺤﻜﻢ ﺣﺎﺿﺮﻧﺎ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻘﻮﺓ .ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻘﺒﻠﻲ ﻳﻌﻠﻮﺍ
ﺃﺣﻴ ًﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻻﺀ ﺍﻟﻮأأﻃ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ،ﻭﻫﻮﻣﺎ ﻳﺘﻨﺎﻗﺾ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻢ ﻭﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻤﻮﻗﺮﺍأأﻃ.
٥ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ
ﻣﺒﺪﺃ ﺮﻗﺀﺍﻲﻧ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﺪ ﺧﻻً ﻟﺤﻜﻢ ﻋﺎﺩﻝ ﻏﻴﺮ ﻓﺎﺳﺪ ﻭﻨﻨﻏ ﻣﻨﺤﺎﺯ ﻟﻬﺬﻩ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺔ
ﺃﻭ ﺗﻠﻚ .ﻟﻜﻨﻪ ﻭﺍﺟﻪ ﻦﻴﺘﻠﻜﺸﻣ: