Page 17 - DILMUN 24
P. 17
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﺒﺌﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺔ
ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻴﺔ ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﻣﻊ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ ﻭﺍﻟﻜﻴﻤﻴﺎﺀ ﻭﺍﻟﻄﺐ ﻭﺍﻟﻨﻔﺲ ﻭﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ،ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺄﺧﺮﺓ ﻣﻦ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻮﻫﺎﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﺪﻳﺔ ﻭﺍﻟﺴﻨﻮﺳﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ
ﻟﺪﻳﻬﺎ ﺇأﻜﺷﺎﻴﻟﺕ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ؟
ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺟﺪﻳ ﻟﻠﺪﺘﺎﺭﺓﻳﺦ؟
ﺗﻠﻚ ﺃﻣﺜﻠﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ أﻃﺎﻓﻥ ﻛﺒﻴﺮ ﻨﻤﻴﻬﻟﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ ،ﻭﻗﺪ ﻳﻤﺘﺪ ﻟﻴﻨﻬﻚ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ.
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ،ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﺎﺩ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻓﺮﻳﺪﺓ ﺯﻣﺎﻧﻬﺎ
ﻱ ﻋﺎﻟﻤﻨﺎ ﺍﻟﺤﺎﻟﻲ؟
ﺃﻭ ًﻻ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺤﺪﺙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻟﻲ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺃﻭ ﺃﻛﺜﺮ ﺳﺘﺨﺘﻠﻒ 2ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ
ﺍﻟﺘﺮﺩ ﻭ 2ﻓﻬﻢ ﺍﻟﺤﺪﺙﻭ 2ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﺎﺳﺘﻨﺘﺎﺟﺎﺕ .ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ
ﺇ ًﻻ ﺃﻥ ﺘﺗﺄرﺛ ﺑﻘﻨﺎﻋﺎﺗﻪ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻭﺑﺎﺭﺗﺒﺎأﻃﻪﺗ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺑﺈﻳﺪﻳﻮﻟﻮﺟﻴﺔ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ ﺇﻟﻴﻬﺎ.
ﻭﻟﻘﺪ ﺟﺮﺕ ﻣﻦ ﻗﺒﻞﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﻟﺘﻜﻮﻳﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﻟﻤﺮﺍﺟﻌﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻭﻛﺘﺎﺑﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ (ﻰﻠﻋ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻓﻘﻂ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻗﺒﻞﺍﻻﺣﺘﻻﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ) .ﻟﻜﻦ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﻟﻢ ﺗﻜﻠﻞ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺡ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ ﻭﺑﺎﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﻀﺮﻭﺭﻳﺔ ،ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻒ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺔ
ﺍﺎﺘﻟﺭﺦﻳ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﺤﻴﺎﺩ ﻭأﻔﺷﺔﻴﻓ.
ﻭﻟﻌﻞ ﺍﻷﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺗﻜﻠﻒ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﻓﺮﻳﻘًﺎ ﻣﻦ
ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ،ﻣﻤﻦ ﻳﻌﺮﻑ ﻋﻦ ﻧﺰﺍﻫﺘﻬﻢ ﻭﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ،ﺮﻔﺘﻠﻟﻍ ﻟﺒﻀﻊ ﺳﻨﻴﻦ
ﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻣﻮﻟﺪ ﻟﻷﻣﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﻲ ﻭﺍﻻﺑﺘﻌﺎﺩ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺤﻴﺎﺯﻳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺒﻠﻴﺔ
ﻭﺍﻟﻄﺎﺋﻔﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ.
ﺍﻟﻤﻬﻢ 2ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﻛﻠﻪ ﻫﻮ ﺗﻮﻓﺮ ﺭﻭﺡ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﻭﺗﻻﻉ ﺑﻌﺾ ﺎﻘﻧﻁ ﺿﻌﻒ
ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻔﺮﺩﻳﺔ ﺍﻟﺸﻨﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﻤﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﻗﺒﻞﺃﻋﻻﻡ ﺍﻟﻤﺆﺯﺧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮﻳﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻜﺒﺎﺭ.
ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺈﻣﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻟﻌﻠﻮﻡ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺫﻟﻚ ،ﺑﺴﺒﺐ ﺑﺨﻞ
ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﺨﺎﻭﻓﻬﺎ ﺍﻟﻤﺮﺿﻴﺔ ،ﻓﺎﻧﻪ ﺁﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﺃﻥ ﺗﻨﺒﺮﻱﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺃﻨﻴﻨﻏﺀ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻴﺮﻳﻦ
ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﻭﻗﻔﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎﻡ ﻣﺆﺳﺴﺔ ﺃﻫﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﻧﺠﺎﺯ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ.
ﺭ
ﺣﺼ ٠ﺈ"3٠