Page 59 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 59

‫‪٥٩‬‬

    ‫وخرج ابنه الشاعر محمد على الخلیفة المتوكل وسجن في سامراء في العراق ‪ ،‬وقتل حفیده‬
                                                              ‫الحسن الشهید قتیل جهینة ‪...‬‬

 ‫وأما الأسباب الجاذبة لهم إلى غانة من بلاد السودان هو عجزهم عن إقامة ملك لهم في المشرق‬
 ‫والمغرب مما اضطرهم إلى الالتحاق بحركة المرابطین رغبة فى الجهاد ضد السودان الوثنیین‬

       ‫في غانة وطمعا بإقامة ملك هناك للطالبیین وهذا ما أفلحوا فیه ‪ ،‬وعلیه فلیس یحي الكامل‬
    ‫المحجوب هو المهاجر من العراق إلى ولاتة ببلاد السودان وإنما أجداده الصالحیون ‪ ،‬وأما‬
     ‫عبدالقادر الوارد في عمود نسب الشریف إسماعیل بن یحي الكامل المحجوب بن عبدالله بن‬
 ‫عبدالقادر‪ ،‬فهو ‪ ( :‬عبدالقادر بن موسى بن هلال الدمشقي الكبیر بن حبیب الله العائد الكناني بن‬
‫عبدالله الشریف الذي لقبه أخواله الأتراك السلاجقة بلقب (خان) فعرف بعبدالله الشریف خان ‪،‬‬
 ‫فلما وصل إلى بلاد السودان صحف السودان لعجمتهم اسمه ولقبه فقالوا (عبدل الشریف كان ‪،‬‬
   ‫و آیل كان ) ‪ ،‬وهو أي عبدالقادر هذا أدرك ‪ 33‬سنة من عمر الشیخ عبدالقادر الجیلاني فهو‬
    ‫معاصر له وسمیه وقرابة النسب واضحة بینهما على حسب عمود النسب الذي انتحل له من‬
  ‫حفیده إلى موسى الثاني شقیق صالح جد بني صالح شرفاء كمبي صالح ملوك غانة ومالي من‬

                                                                            ‫بلاد السودان‪.‬‬

       ‫وبهذا نكون قد أنهینا المستوى الأول من الإجابات الموجزة والآن بمشیئة الله وتوفیقه مع‬
                  ‫اختصارالمستوى الثاني من الإجابات المفصلة باستعراض الأدلة والمراجع ‪.‬‬

      ‫وقد بدأنا المستوى الثاني بالسؤال من هو الشریف الإمام عبدالقادر جد الشرفاء المحاجیب‬
            ‫وأولاد سیدي ببكر شرفاء الأقلال؟ والجواب أن ترجمته تقدمت في المحور الثاني ‪.‬‬

        ‫أما السؤال عن أسباب إنتساب محاجیب لیبیا وتونس والجزائر إلى الأدارسة فالجواب ‪:‬‬

     ‫أولا ‪ :‬هناك من النسابین والمؤرخین غیر المحققین رغم قلتهم من یخلطون بین نسب بني‬
  ‫صالح ملوك غانة ومالي من بلاد السودان وبین أبناء عمهم الأدارسة ملوك المغرب فیرون أن‬

   ‫بني صالح فرع من الأدارسة ملكوا بلاد السودان‪ ،‬من ذلك ما كتبه الدكتور محمد الغربي في‬
 ‫كتابه‪ ( :‬بدایة الحكم المغربي في السودان الغربي ) ص ‪ ، 34 _ 33‬ونفس المعلومات الواردة‬
‫في الكتاب نشرها تحت عنوان ‪ :‬الجذور الإدریسیة لإمبراطوریة غانا والأصول السنغالیة للدولة‬
 ‫المرابطیة‪ .‬مقال نشره الدكتور محمد أحمد الغربي في مجلة دعوة الحق العدد ‪ 2٦٩‬ماي‪-‬أبریل‬

                                                                         ‫‪ 1٩٨٨‬م ونصه ‪:‬‬

     ‫وفي هذا الوقت‪ ،‬وفیما كان صراع التصفیة النهائیة یجري في غانا لإقرار النظام المركزي‬
   ‫القوي‪ ،‬قدم من الشرق أشراف ینتسبون لنفس الأسرة الإدریسیة التي حكمت المغرب منذ عام‬
  ‫‪ ،٧٨٨‬وأقامت لها دولتین أخریتین في الأندلس (بني حمود وفي الیمامة وبني الأخیضر)‪ ،‬ولم‬

       ‫یقصر أولئك الأشراف في أمر دعوة أو إصلاح بل سعوا أكثر من ذلك في تأسیس مملكة‬
  ‫بالسودان‪ .‬ویظهر أن صالحا الذي أتى من مكة قد لقى من الترحیب ببلاد غانا بالقدر الذي لقیه‬
  ‫إدریس الأول في المغرب‪ ،‬وقد استقل ذلك لإقامة ملك "ببلاد السودان من المغرب الأقصى‪...‬‬
‫وبقي عقب الأدارسة معروفا‪ "...‬ولا نعلم مدى تأثیر هذا الوضع الجدید على سیر عملیة تأسیس‬
   ‫غانا المركزیة‪ ،‬ولكننا نمیل إلى الاعتقاد بأن الأشراف حازوا على تأیید الغانیین وتحزبهم لهم‬
   54   55   56   57   58   59   60   61   62   63   64