Page 61 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 61
٦1
السودان یدونون وإنما یعتمدون على الذاكرة الحیة وتناقل الروایة الشفویة وكل ما كتب عن
الصالحیین وأعقابهم كان من نسابة المغرب والمشرق قبل سقوط ملكهم رغم قلته مقارنة بما
كتب عن بني عمومتهم الأدارسة مما جعل بعض الفروع الصالحیة بعد هجرتها ونسیان عمود
نسبها لقلة التدوین وطول الزمن تتبنى النسبة الإدریسیة.
ثالثا :أن أبناء الإمام عبدالقادر الصالحي في تونس ولیبیا رفعوا عمود نسبه إلى الأدارسة
ظنا وتخمینا من عدة وجوه :
الوجه الأول :أنهم لم یتفقوا على اسم أبیه المباشر حتى نهایة عمود النسب فبینما ذكرت
جماعة تونس أنه عبدالقادر بن عبد الرحیم بن عیسى ......ابن ابراهیم بن یحي بن إدریس
الأصغر بن إدریس الاكبر بن عبدالله الكامل ....
ذكر بنوه في لیبیا سلسة نسب مغایرة تماما من بدایة النسب إلى نهایته فذكروا أنه عبدالقادر بن
عبدالرحمن بن یوسف ...ابن ابراهیم بن عبدالله بن إدریس الأصغر بن إدریس الاكبر.
بینما ذكر له الباحث أحمد القطعاني في موسوعته ( :الإسلام والمسلمون في لیبیا منذ الفتح
الإسلامي 21هجري _ ٦44م إلى 1421هجري 2000م) الجزء الأول الطبعة الأولى
2011م ،ص : 2٨٧ذكر له عمود نسب آخر یختلف كلیا عما ذكره بنوه في لیبیا وتونس حیث
أورد بین الشریف إسماعیل المحجوب وبین جده الثاني عبد القادر 2٦جدا وأنهى عمود نسبه
إلى منصور بن یحي بن إدریس الأصغر بن إدریس الاكبر بعد أن أحصى إثنین وثلاثین أبا بین
الشریف إسماعیل المحجوب المولود نهایة القرن السادس الهجري حوالي عام ٥٩2هجري و
بین إدریس الأصغر المولود أواخر القرن الثاني الهجري أي أن الفارق الزمني بین ولادتیهما
حوالي 400مائة عام بمعدل ٨آباء لكل مائة عام ،ولا یخفى ما في هذا العمود من الشذوذ
فضلا عن كون ( منصور ) المذكور لیس في ولد یحي بن إدریس الأصغر.
ومثله في الشذوذ أیضا عمود النسب الذي ینسب سیدي ببكر الشریف جد الشرفاء أولاد سیدي
شرفاء الأقلال إلى عبدالقادر الجیلاني المتوفى سنة ٥٦1هجریة ویجعل بینه وبین سیدي ببكر
الشریف المولود على أقل تقدیر أواخر القرن الثامن الهجري حسب اختلاف التواریخ في
تأسیس مدینة شنقیط الثانیة ،فیجعل بینهما قرابة 1٩ابا وهو العمود المنسوب إلى الكتاب
المجهول ( لب اللباب ) المنسوب تخمینا إلى الشیخ سیدي المختار الكنتي ،وإن كان هناك
سلاسل أخرى بین سیدي ببكر الشریف والشیخ عبدالقادر تتراوح ما بین أب واحد إلى سبعة
آباء .
فنلاحظ أنه في العمود الأول (عبدالقادر ) بن عبد الرحیم بن عیسى وینتهي إلى إبراهیم بن
عبدالله بن إدریس الأصغر ،وأنه في الثاني ( :عبدالقادر ) بن عبد الرحمن بن یوسف وینتهي
إلى إبراهیم بن یحي بن إدریس الأصغر ،ولكن لیس هذا التناقض والاضطراب في عمود
النسب فقط هو دلیلنا الوحید على بطلان هذا النسب إلى الأدارسة ،فإضافة إلى كون قبیلة
المحاجیب لیس لها ذكر في النسب الإدریسي في كتب الأنساب والتاریخ والتراجم والجغرافیا
والبلدان والمسالك والممالك الموثوقة ،فإن عمود نسبهم إلى الأدارسة هو باطل أیضا وذلك أن
عبدالله بن إدریس الأصغر لیس له ولد معقب اسمه إبراهیم ،وإنما بنوه كما جاء في الشجرة