Page 64 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 64

‫‪٦4‬‬

    ‫المصطفى المحجوبي‪ ،‬ونص السید الشریف مصطفى بولي سعید كان في كتابه "حیاة الإمام‬
 ‫القاضي أبي بكر كان" على أن أولاد سیدي ببكر في عموم موریتانیا من بني عبدالله الشریف ‪،‬‬

       ‫وتحقیقنا في سیرة بعض الأعلام التاریخیة كالشریف الحاج إسماعیل المحجوب الكمبي‬
   ‫الصالحي شیخ أهل غانة وفقیههم‪ ،‬وأبیه الفقیه الشریف یحیى الكامل المحجوب بن عبدالله بن‬
  ‫عبدالقادر بن موسى الصالحي الكمبي ثم الولاتي‪ ،‬الجد الجامع لفروع الشرفاء المحاجیب في‬

       ‫(ولاتة‪ ،‬وضواحي مركز ع ّدل بكرو‪ ،‬بموریتانیا)‪ ،‬و(توات بالجزائر)‪ ،‬و(تونس‪ ،‬ولیبیا)‪،‬‬
‫والبحث في سیرته‪ ،‬وتحقیق عمود نسب عمه الشریف عبد المؤمن بن الشریف الإمام عبدالقادر‬
  ‫بن موسى الصالحي الحسني جد الشرفاء أولاد سیدي ببكر شرفاء الأقلال كما سیأتي لاحقا إن‬
 ‫شاء الله تعالى بحول الله وقوته في المحور الخامس والأخیر ــ ثبت لنا من خلال تلك الدراسة‬

                                                                     ‫وذلك التحقیق مایلي ‪:‬‬

‫أولا ‪ :‬أن قبیلة المحاجیب في ولاتة عبارة عن اسم أطلق على اتحاد قبلي منه ما هو مسوفي‬
 ‫‪ ،‬وهم السكان الأصلیون ‪ ،‬وفیهم الأئمة والقضاة العالمون‪ ،‬منهم قاضي ولاتة محمد بن عبدالله‬

‫بن ینومر ‪ ،‬وأخوه الفقیه المدرس یحیى بن عبدالله بن ینومر المسوفیان ‪ ،‬واستمرت في أعقابهما‬
 ‫الإمامة والفتیا إلى عهد قریب‪ .‬وتشمل قبیلة المحاجیب الولاتیة أیضا ‪ ،‬فرعا من الأنصار ورد‬
  ‫ذكرهم في المجلد السادس من تاریخ ابن خلدون "كتاب العبر"‪ ،‬وهم أحفاد المهندس المعماري‬
 ‫الشاعر الأندلسي أبي إسحاق إبراهیم الساحلي المعروف بالطویجن ‪ ،‬وقد انتقلوا من تنبكت إلى‬
   ‫ولاتة وكانوا ورثوا من أبیهم صنعة فن الهندسة المعماریة على الطراز الأندلسي فیرجع لهم‬
 ‫الفضل في نقل هذه الخبرة إلى المهندسین المحلیین في ولاتة ‪ ،‬كما أنهم إلى جانب تلك الصنعة‬
  ‫برعوا في علوم الشریعة حتى أصبحوا أئمة مساجد ولاتة وعرفوا بالإمامات الأنصار ‪ ،‬وهذا‬
                                                       ‫نص ما كتبه ابن خلدون رحمه الله ‪:‬‬

   ‫(ثم انتقل ملكهم _ یقصد ملوك مالي _ من ولد السلطان ماري جاطة إلى ولد أخیه أبي‬
  ‫بكر فولي منهم منسا موسى بن أبي بكر‪ ،‬وكان رجلا صالحا وملكا عظیما له في العدل أخبار‬
  ‫تؤثر عنه ‪ ،‬وحج سنة أربع وعشرین وسبعمائة ‪ ،‬ولقیه في الموسم شاعر الأندلس أبو إسحاق‬
 ‫إبراهیم الساحلي المعروف بالطویجن وصحبه إلى بلاده‪ ،‬وكان له اختصاص وعنایة ورثها من‬
‫بعده ولده إلى الآن ‪ ،‬وأوطنوا "والاتر" من تخوم بلادهم من ناحیة المغرب )‪ .‬انتهى الشاهد من‬

                                                                        ‫كلام ابن خلدون ‪.‬‬

    ‫وقد أطلق اسم المحاجیب لأول مرة على الأشراف الصالحیین المهاجرین من مدینة كمبي‬
      ‫صالح إلى ولاتة أولا ‪ ،‬ثم إلى توات‪ ،‬وهم العلامة الشریف یحیى الكامل المحجوب وابناه‬

   ‫الشریف الحاج إسماعیل ومحمد وأبناؤهما‪ ،‬وذلك عام ‪ ٦٧٥‬هجري ‪ ،‬أي بعد عودة الشریف‬
      ‫یحیى الكامل المحجوب وابنه محمد إلى ولاتة لاحقا‪ ،‬واتخاذها مستقرا ووطنا حیث كانوا‬

   ‫مشهورین بالسیادة والشرف في زمانهم ‪ ،‬و فیهم وفي أسرتهم الصالحیة الحسنیة ملوك غانة‪،‬‬
 ‫یقول العلامة عبدالرحمن بن خلدون في المجلد الرابع من تاریخه المسمى "كتاب العبر ودیوان‬
 ‫المبتدأ والخبر في أیام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر" تحت‬

    ‫عنوان ‪( :‬الخبر عن نسب الطالبیین وذكر المشاهیر من أعقابهم‪ ،‬وأما نسب هؤلاء الطالبیین‬
‫فأكثرها راجع إلى الحسن والحسین ابني علي بن أبي طالب ‪ ،‬من فاطمة رضي الله عنها ‪ ،‬وهما‬
   59   60   61   62   63   64   65   66   67   68   69