Page 93 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 93

‫‪٩3‬‬

  ‫شأنك ؟‪ .‬فقالت ‪ :‬الناس یقولون كذا وكذا !‪ .‬فقال لها ‪ :‬أخبریهم أنه یطلب من كل من له وعاء‬
                                                           ‫یحمل الزرع أن یأتي به إلى هنا‪.‬‬

   ‫وكان بیت أهل محمد قلي علیه حائط ‪ ،‬فجعل الناس یأتون بأوعیتهم وما لدیهم من الظروف‬
 ‫التي تصلح لحمل الزرع وغیره‪ ،‬ثم انصرف الناس ‪ ،‬وأغلق أهل محمد قلي باب حائطهم‪ ،‬ولما‬

   ‫كان الهزیع الأخیر من اللیل ‪ ،‬ونامت زوجة محمد قلي ‪ ،‬وهو قائم یتعبد ‪ ،‬جعل یقرأ القصیدة‬
  ‫الدالیة التي عرفت به ‪ ،‬ویسأل ویتضرع إلى الله تعالى ‪ ،‬فبدأت ‪ :‬سحابة من القمح النقي تسقط‬

     ‫علیهم بشكل كبیر ‪ ،‬فامتلأت كل الأوعیة وامتلأ الحائط وبدأ القمح یتسرب إلى خارج حائط‬
    ‫بیتهم ‪ ،‬فعندها استیقظت الزوجة ‪ ،‬فقال لها ‪" :‬اشوي یلو ما استیقظت یعم القمح على شنقیط‬

                       ‫كلها" !‪ .‬فقالت له ‪ :‬الحمد لله حتى لا یقول ‪ :‬إدوعلي بأنها كرامة لهم‪.‬‬

  ‫استقیظ الناس مع بزوغ الفجر ‪ ،‬ورأوا الكرامة التي غیرت المسار وزادت من تقدیس وتعظیم‬
                                                                     ‫أسرة أهل محمد قلي‪.‬‬

    ‫رزق محمد قلي من زوجته ابنة شیخه ‪ :‬بنتا وولدا ‪ ،‬لم یستقر محمد قلي بعد هذه الحادثة ‪،‬‬
 ‫حادثة "اسحاب القمح" كثیرا مع أهله ‪ ،‬فأخذ یوصي زوجته ‪ ،‬حیث أخبرها أنه ذاهب ولن یعود‬

    ‫‪ ،‬وأعطاها ‪" :‬صخرة" ‪ -‬صفیة ‪ -‬وقال لها ‪ :‬هذه الصفیة نصفها یقطر باللبن ونصفها الآخر‬
‫یقطر بالماء ‪ ،‬تمسكي بها ‪ ،‬فإذا رأیتها قطرت بالدم فاعلمي أني لم أعد على قید الحیاة فأدي حق‬

                                                                   ‫المتوفى عنها زوجها !‪.‬‬

  ‫ثم أوصاها فقال ‪ :‬سیأتیكم رجل یركب على جمل علیه عمامة بیضاء ‪ ،‬وهو شریف ‪ ،‬فزوجیه‬
        ‫البنت‪ .‬ثم ذهب ولم یعثر له على أثر‪ .‬هذا ملخص القصة العجیبة المحفوظة في الذاكرة‪.‬‬

  ‫وقد قیل بإنه عثر على قبر ادعى البعض أنه قبر الشیخ محمد قلي رحمه الله‪ .‬هذا من تراثنا‬
  ‫وموروثنا الذي تناقلته الأجیال جیلا بعد جیل ‪ ،‬خلفا عن سلف ‪ ،‬وهي قصص وحكایات تلقاها‬

                            ‫الأبناء عن الآباء وكانت تتداول في كل المجالات وحلقات السمر‪.‬‬

    ‫انتهى ما قصه علي القلاوي عن خبر مجيء الشیخ محمد قلي إلى شنقیط قادما من مدینة‬
   ‫زار في مالي ‪ ،‬ونكتشف من خبر الشیخ محمد قلي رحمه الله أمرین في غایة الأهمیة یتعلقان‬

                              ‫بكشف الجوانب الغامضة من سیرة صهره الشریف سیدي ببكر‪.‬‬

‫الأمر الأول ‪ :‬زواج إبراهیم والد الشیخ محمد قلي من امرأة من شرفاء المحاجیب في ولاتة‬
‫فهي إذن أخت الشریف یحیى الكامل بن عبدالله بن الشریف الإمام عبدالقادر بن موسى الصالحي‬

  ‫الحسني ‪ ،‬لأن إبراهیم والد الشیخ محمد قلي معاصر للشریف یحیى الكامل المحجوب المولود‬
 ‫في حدود عام ‪ ٥٩2‬هجري الموافق ‪ 11٩٩‬م ‪ ،‬وابنه الشیخ محمد قلي معاصر للشیخ إسماعیل‬

   ‫الكمبي الصالحي بن الشریف یحیى الكامل المحجوب‪ ،‬والمولود حوالي ‪ ٦2٥‬هجري الموافق‬
     ‫‪1232‬م ‪ .‬فوالد الشریف یحیى الكامل المحجوب ‪ :‬عبدالله بن الشریف الإمام عبدالقادر أخو‬
      ‫عبدالمؤمن بن الشریف الإمام عبدالقادر الجد الثاني للشریف سیدي ببكر بن عبدالعزیز بن‬

  ‫الطالب بن عبدالمؤمن ‪ .‬وعلیه یكون إبراهیم والد الشیخ محمد قلي قد تزوج ببنت عم الشریف‬
   ‫سیدي ببكر المحجوبیة الولاتیة وأنجب منها ابنه الأصغر وسمیه إبراهیم ‪ ،‬وهو الأخ الأصغر‬

                                                             ‫غیر الشقیق للشیخ محمد قلي ‪.‬‬
   88   89   90   91   92   93   94   95   96   97   98