Page 91 - التصحيح الأخير لملخص تاريخ بني صالح (2)
P. 91

‫‪٩1‬‬

    ‫عمر الشریف سیدي ببكر الموافق لعام ‪ ٦٩1‬حیث یكون عمره ساعتها ‪ 33‬عاما‪ ،‬تكون تلك‬
     ‫المدة موافقة لعام ‪ 1120‬هجري‪ ،‬وهذا التاریخ هو الذي یفترض أن یكون ولد فیه الشریف‬
‫محمد المصطفى‪ ،‬وبینه وبین التاریخ الذي حدده أ‪ .‬د حماه الله ولد السالم ‪ 3٥‬سنة فقط‪ ،‬وهو أمر‬

                   ‫طبیعي أن یحصل نقص بجیل واحد أو زیادته خلال أزید من أربعة قرون ‪.‬‬

   ‫‪ _ ٧‬الدلیل السابع أن سیدي ببكر الشریف مولولود في جنوب شرق موریتانیا إما في مدینة‬
‫ولاتة‪ ،‬أو في مدینة زار ولیس في المغرب ‪ ،‬وأن علاقته بالشیخ محمد قلي علاقة معرفة ولیست‬

                    ‫علاقة "كشف ورجم بالغیب" ولا رؤیا منامیة كما سنبینه بحول الله وقوته‪.‬‬

‫بعد أن بینا بالأدلة القاطعة والبراهین الساطعة تهافت السلاسل الجیلانیة والإدریسیة وأنها لا‬
‫تستند على أساس ‪ ،‬وأن النسبة القادریة الصالحیة أقوى منها من حیث المعقول والمنقول نقول ‪:‬‬

    ‫إن سیدي ببكر الشریف سواء أكانت ولادته في كمبي صالح ‪ ،‬أم ولاتة ‪ ،‬أم (زار) في أزواد‬
   ‫فإنه ولد في الأراضي الخاضعة لملك بني صالح ملوك غانة ومالي في القرن السابع الهجري‬
  ‫كما بیناه في الجزء الأول من ( تلخیص تاریخ بني صالح وتنقیحه ) فضلا عن نسبه الصالحي‬
   ‫الحسني‪ ،‬وتتضح الصورة أكثر مع بیان سیرة الشیخ محمد قلي الذي عاش في المنطقة مابین‬
  ‫مدینة زار في مالي حالیا وولاتة ومقاطعة جكني التابعتین لإقلیم آوكار غانة وعاصمته كمبي‬

                                                                             ‫صالح آنذاك‪.‬‬

 ‫ففي الموروث الشفهي المحكي والمتواتر مشافهة عند ذریة محمد قلي رحمه الله‪ ،‬فقد أخذت‬
‫من فضیلة الشیخ محمد الشیخ بن سیدي بن محمد الشیخ بن الامین القلاوي من بطن أهل الطالب‬

      ‫جدو وهو مقیم في مكة الآن ‪ :‬أن إبراهیم والد الشیخ محمد قلي مدفون في مقبرة زار على‬
 ‫الحدود بین موریتانیا ومالي جنوب مدینة كبني ‪ ،‬وتزوج إبراهیم امرأة من السنونكي وولدت له‬
  ‫ابنه محمود وانضم عقب محمود إلى عقب أخیه الأكبر محمد قلي ‪ ،‬ویقال إن من عقب محمود‬

    ‫هذا أهل الطالب هامه‪ ،‬وأما ابنه الصغیر والذي توفي عنه حملا وولد بعده وسمي علیه فهو‬
    ‫إبراهیم‪ ،‬أمه شریفة من شرفاء المحاجیب في ولاتة‪ ،‬وعقب إبراهیم بن إبراهیم هذا معروف‬
    ‫الیوم في مالي والسنغال وقد زارهم الباحث إبراهیم بن أحمد محمود القلاوي من بطن أولاد‬
    ‫موسى وهو رحالة طاف المشرق حیث حج بیت الله الحرام وزار المسجد الأقصى‪ ،‬فوجدهم‬
  ‫محافظین على أنسابهم واستقلالهم عن السودان الآخرین وأن إبراهیم مدفون هناك ‪ .‬انتهى ما‬

                                              ‫قصه علي فضیلة الشیخ محمد الشیخ القلاوي‪.‬‬

   ‫وأما ماحدثني به غیره من أبناء القبیلة مفضلا عدم ذكر اسمه‪ ،‬هو‪ :‬أن الشیخ محمد قلي‬
   ‫رحمه الله كان یقرأ كتابا في مدینة زارا ‪ ،‬وأنه جاءه طائر وأخذ ورقة من الكتاب وطار بها ‪،‬‬

      ‫فقام الشیخ رحمه الله یسعى لعل الطائر تسقط منه الورقة فیأخذها ‪ ،‬وما زال الطائر یحلق‬
 ‫والشیخ یسعى تحته وینظر أین ستقع الورقة حتى وضعها الطائر في مدینة شنقیط ‪ ،‬فأخذ الشیخ‬
 ‫ورقة كتابه والتفت فإذا الشیخ ‪ :‬یحیى جد قبیلة إدوعلي یدرس التلامیذ فجاء وجلس مع التلامیذ‬

                                    ‫وجعل یدرس معهم‪ ،‬فإذا انتهى الدرس قام وذهب لشأنه ‪.‬‬

   ‫وكانت الفترة فترة شدیدة فیها مجاعة وشح في المؤونة والمواد الاستهلاكیة‪ ،‬وكان للشیخ‬
  ‫یحیى ‪ :‬أمة تخدمه "خادم" ولها أبناء ‪ ،‬فكان الشیخ محمد قلي إذا انصرف من الدرس یمر بها‬
 ‫ویقول لها ‪ :‬اجعلي القدر على النار ‪ ،‬ثم یغیب عنها ثم یعود ویأتي إلى القدر ویفعل فیه ما یفعل‬
   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95   96