Page 85 - ثقافة قانونية العدد الخامس للنشر الإلكتروني
P. 85
السارية.
وإذ آمل أن يكون هذا الوجه من التناول محق ًقا لما أتطلع إليه من نشر ،وتعميق
الثقافة القانونية لدى الجميع».
وقد اخترنا الفصل الأول من الكتاب لعرضه على قارئ « مجلة ثقافة قانونية
« ....
نحن نتنفس القانون دون أن نشعر به
عزيزى القارئ :جميعنا ينشط فى العادة صبا ًحا متوج ًها لعمله ،أو متهيئًا
لأداء مهمة .أو لقضاء لوازم بيته ،وأسرته ،أو حتى لنزهة.
وإذا سألتك ما صلة الأعمال التى قمت بها فى كل من هذه الأحوال بالقانون،
فستنظر إل َّي بدهشة ،وتقول لى إنها أعمال طبيعية ،واعتيادية أقوم بها يوم ًّيا
بتلقائية ،ودون مشقة -فما علاقة القانون بها؟
فإذا استمحتك عذرًا ،والتمست أن تصبر عل َّي قلي ًل ،وتسرد لى تفصي ًل ما
الذى قمت به تحدي ًدا؟ فمن الممكن أن تذكر أعمال مثل:
مراجعة متطلبات الأبناء الدراسية قبل التوجه للمدرسة.
أو احتياجات الزوجة الشخصية.
أو الوقوف على لوازم المنزل التى يمكن أن تجلبها فى طريق العودة.
أو استقلال السيارة الخاصة ،أو الحافلة العامة ،أو وسائل النقل الأخرى فى
التوجه للمكان المقصود.
أو مباشرة أعمال الوظيفة ،أو التجارة ،أو الدراسة ،أو التدريس ،أو التدريب
الرياضي ...إلخ.
فهل تعلم عزيزى القارئ أننا إذا أمعنا النظر فى كل من هذه المهام ،أو الأعمال
سوف نجد أن لها أصدا ًء ،أو صلة بقانون معين ،أو حتى قوانين عدة ،وعلى
سبيل المثال يمكن أن نصيغ بعضها فى الجدول التالي:
القانون ذو الصلة م العمل
قاينفورن ااضللهأنحعفلوقاىةل،االولازلوشرجعخاميصنةي.وةا،جفيبما وااماملتلحرزأتابوطينلاجاجبعاءجة،اة.تت 1
يا إلهى سياارسةتقخلاالصة .لزقوامنـاولناحلالمـسصـريووارر،لة،فعويلـلملىامريرفكخربةص.ضةهلمقانئد 2
ربما يصيح القارئ هل ح ًّقا دخلت فى كل هذه العلاقات القانونية العديدة منذ
أن استيقظت فى السابعة صبا ًحا ،وحتى لحقت على سبيل المثال بمواعيد العمل؟ قاقئاندوىنالاملمرركوبراللفتيممرماونري.قفوراعضده ،وعآلداىب واتلبأاثااالبلللمماياقسلقينتترراأرزدعاةثةا،حمن.زاتاءم 3
نعم باتلوافوقيفاحلنىتتصـواريزلامنملمقاااسلااملاللبلمردرًتاالانزككاديىولمبـبتافنبلزيتتنمأسمـااقلقمدخاايتطيئدفعةرداار.الاقللأمدضوريجهــكرصبنمة،وة،نل اانلحسماسقللياافسدخلرلالئاصاةدةاعولااأارللمحلصا.ن،جنكعبأرققةوبنلل 4
دخلت فى كل هذه العلاقات جميعها.
ولكنك دخلتها بسلام ،ولم تشعر بوطأة أى التزام قانونى تفرضه. الميعقافنمنرالو،نحأضتاوهرالاملمختنادعلالمنيةحمظاتلمرمفادايمنلميمداةرواياففعيسرييمةاد.ضه الاالواإلاللملدمعروصااخقم،ورعسلرفلي،ةةلأم..ىد.وق.ر 5
لماذا؟
لأن ما تقرره القوانين من حقوق ،وما تفرضه من التزامات يلبى الاحتياجات
الطبيعية المشروعة للإنسان السوي ،والفرض أن غالبية المخاطبين بالقانون
أسوياء ينصاعون تلقائ ًّيا لاحترامها ،ولا يعارضون نواهيها.
فمن منا لا يهتم برعاية أفراد أسرته طو ًعا -دون إلزام بحكم نفقة؟
ومن منا لا يعى أن قيادة سيارته برعونة ،أو سرعة زائدة سوف تجلب له،
ولغيره من مستخدمى الطريق العديد من الحوادث؟
ومن منا لا يحرص على احترام نظم العمل الذى هو مصدر دخله ،وإعاشة ذويه،
فض ًل عن أن فى ذلك تعظي ًما لفرصه فى التقدم ،أو الترقى فى السلم الوظيفي.
ومن منا لا يدرك أهمية أداء الالتزامات ،واحترام الحقوق المتبادلة عند
الدخول فى تعاقدات بينه ،وبين الآخرين ،وقبل أن يكون ذلك نزو ًل على حكم
القانون ،فاحترا ًما للقيم ،وقواعد الدين ،والأخلاق .ومن أمثلة هذه العلاقات
التبادلية بين الأطراف التى نتوجه لاحترامها ،العلاقات المتبادلة بين كل من:
المؤجر ↔ المستأجر.
البائـع ↔ المشترى.
الزوج ↔ الزوجــة.
العامل ↔ رب العمـل.
والآن يمكنك عزيزى القارئ أن تفسر لماذا نحن نتنفس القانون دون أن نشعر به:
القانون يلبى الاحتياجات الطبيعية المشروعة للإنسان.
الكثرة الغالبة من المخاطبين بالقانون أسوياء ينصاعون تلقائ ًّيا لأوامره،
وحريصون على تجنب نواهيه.
85