Page 90 - ثقافة قانونية العدد الخامس للنشر الإلكتروني
P. 90

‫المشقباالب‬

     ‫ممارسة سلطة محجوزة السلطة التشريع‪ ،‬وتحتل عبئًا هى منه بعيدة‪ ،‬نزولا على طبيعة ما أوكل إليها من مهمة تطبيق القانون‪ ،‬دون مهمة سنه وتشريعه(((()‪.‬‬
‫ِل َعولَا ِوقىل َعاٍاةرَْخيلِتم َب َصُيأان َّنظَص ُامم َهرِتاا ااعللا ََتة ُس ْلشقوِرَطايِةُعع‪،‬اِدل َتَفاُيلْش َشِرِاصييِرعاَّي ِ ُغةف ِ‪.‬ةمال َحت ْظشورِ ًرياِع ِّيدِة استلو َجِريًي َاد ِةبت ِمول ْني ِةش َنأ ِْفن ِه ِس ِأه ْن ُم ُيهقَِمل ََةل ا ِلم َت ْن ْشرِحيالِعا ُدِتوانلَمتاجا َِسءن ٍادلقياتك ُأض ِيعلايل ِهق‪،‬ائ َوِم ُيعب ُّتدطبيَض َِقمااَنلةًن ت ِّصحوالُلَت ُْدشورِ َين ِع َت ِّيغوإ ِّللىال َت ُْفسل ِسطي ِةرِ ِها‪،‬ل َأقو َإضال ِئ َّىي ِةإيِ َجبا ِحداك ُحِمكهٍام‬
‫َو ِفى َه َذا ال َشأ ِن َق َر َر ْت الم َحك َم ُة ال ُدس ُتو ِر َّي ُة ال ُعليا أ َّن النصوص العقابية لايجوز من خلال انفلات عباراتها أو تعدد تأويلاتها أو انتفاء التحديد الجازم لضوابط تطبيقها‬
‫أن تعرقل حقوقا كفلها الدستور كالحق فى التنقل ‪ ،‬فقد تعين ألا تكون هذه النصوص شباكا أو شراكا يلقيها المشرع متصيدا باتساعها أو بخفائها المتهمين المحتملين‬

‫ليكون تصنيفهم وتقرير من يجوز احتجازه من بينهم عبئا على السلطة القضائية لتحل إرادتها بعدئذ محل إرادة السلطة التشريعية‪ ،‬وهو ما لايجوز أن تنزلق إليه القوانين‬

‫الجنائية باعتبار أن ماينبغى أن يعنيها هو أن تحدد بصورة جلية مختلف مظاهر السلوك التى لايجوز التسامح فيها على ضوء القيم التى تبنتها الجماعة واتخذتها‬

‫أسلوبا لحياتها وحركتها‪ ،‬وركائز لتطورها‪ ،‬وبما يكفل دوما ألا تكون هذه القوانين مجرد إطار لتنظيم القيود على الحرية الشخصية‪ ،‬بل ضماناً لفعالية ممارستها(((()‪.‬‬
‫ِم ْن َشأ ِن ِه أ ْن ُيزي َل الللَب َس َع ْن ُعمو ِم الأفرا ِد ب َشأ ِن َما تضل ُع‬                ‫ال َقا ُنو ِن ِّية؛ فإ َّن َت ْرسي َخ ه َذا المب َد ِأ ِفى الم ُجتم ِع‬                                                                                             ‫َن ْش ِر ال َث َقا َف ِة‬         ‫بي َن ال ُسل َطا ِت ِفى‬                                          ‫َو ُك َُّعل ْن ُسَألثرِ َط ٍ َةت ْر ِم ِسْني ِخُسلمبَط َاد ِأ ِتالالَف ُد ْوص َل ِِلة‬
‫ُسلْ َطةٌ أُخ َرى‪َ ،‬وهو أم ٌر ُيع ُّد ِم ْن أبج ِديا ِت ال َثقا َف ِة ال َقا ُنو ِن َّي ِة‪.‬‬       ‫ُك ٍّل ِمنها ِم ْن َمها ٍم َتن َف ِر ُد ِب َها ولا َتنا َز ُع َها ِفيها‬                                                                                            ‫الدستو ُر إلى‬                    ‫ال َثلا َث ِة‪ ،‬وما أوك َل‬                                                                                                                               ‫ِب ُه‬

‫فجائية‬    ‫بطريقة‬      ‫َتَمبصد ِأدرُ َح َمعا ْنيةالالُستلوقط ِةعاا ِلتتانلم َف ْيشذُريوة َع ِةف لىل ُمصخوارةطبليوانئبحالإقداارعي َدة ِةيالج َقاب ُنوأ ِلن َّاي ِةت‪:‬صدر‬                                                                               ‫دالوم ُر اشلُرو ِص َعَيِةاغَأ ِةَّنااللَتق ْوشارِيع َعدي ِاةلاَعَال َّمجةَي َادلِةم فج َرى َدَتَة ْدا ِلع ِتي ِىم‬  ‫ال َف َرعُ ال َثا ِل ُث‪:‬‬   ‫التوق ِع‬  ‫فكر ُة‬  ‫تعنى‬
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                       ‫المش ُرو ِع َأو ال ِثق ِة‬
‫مباغتة تصطدم مع التوقعات المشروعة للأفراد والمبنية على أسس موضوعية مستمدة من الأنظمة القائمة على هدى من السياسات الرسمية المعلنة من جانب السلطات‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫العامة والوعود والتأكيدات الصادرة عنها(((()‪.‬‬

‫من‬  ‫المشروع‬      ‫يكون مصاد ًما للتوقع‬            ‫على أَ َّن تقرير المشرع الأثر الرجعي‪ -‬حتى وإن توافرت شروطه الشكلية‪ -‬لا يجوز أن‬                                                                                                                                                                                         ‫الدستو ِر َّي ِة ال ُعليا‬                      ‫َج َرى َق َضا ُء المحكم ِة‬                   ‫َو َق ْد‬
‫من‬  ‫الخاصة‬       ‫وعدوا ًنا على الملكية‬           ‫َحا َلئ ٍذ َنو ًعا ِم ْن المدا َهم ِة والمبا َغت ِة‪ُ ،‬مفت ِق ًرا لمبررَا ِت ِه‪ ،‬وف ًقا لمفهوم العدالة الاجتماعية‪،‬‬                                                                                                                                                      ‫ُيعد عم ُل المشر ِع‬                            ‫أصحاب الحقوق‪ ،‬إذ‬                             ‫جانب‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ‫خلال انقطاع بعض عناصرها دون مسوغ(((()‪.‬‬
‫ِفواىِت َ ِسظالِّ ُِقه ِهم َورَتاككا ُز ُّملُ َقُها ُن َمو ِنعَّي َنةٌ لظأرفا ِئر ِاه ِد َوالم ُص ُخداو ُرطهبي َِفن ِىبالَفِ َلقا َكِع َادلمِةَ ْاشل ُرَقوا ُنِع َّويِنِةَّي ِةا‪،‬ل ُدو ُهس ُتوو ِرم َّيا ِة ُيووافل ُرَقا ُنِحو ِنم َّاي َِّية ًة‪،‬‬                   ‫وعلى رأ ِس َها َش ُمو ِل َّي ُة‬                    ‫َو َل َش َّك أ َّن تواف َر عوام ِل ال ِصيا َغ ِة ال ِجي َد ِة‬
                                                                                                                                                                                                                                                    ‫ال َت ْش ِري ِع‬  ‫على َما َقرر َت ُه َساب ًقا‬      ‫لل َت ْش ِري ِع‪،‬‬  ‫ُي َج ِن ُب ال ِإ َدا َر َة ا ْح ِت َما ِليةَ إج َرا ِء ت َغيي ٍر بالتع ِدي ِل‬
                                                                                                                                                                                                                                                    ‫ون َشأ ْت‬                                         ‫أو الإلغا ِء‬
                                                                                                  ‫اللت َثو َققاو َعأَفا َِِمتةاِ‪،‬ه إم َعذْب ْنإشَّنأَأْثاِنِرل َع َِمممبَر َالد ِكأب ِزال ََهحتممْاشايلرِمةُيكِعاتل َوتس َوقبًتِقةاعابِم ُم ِتْنو ااجللم َ َزِبْشَم َُتر ِنو ُيصَعيُِّرة َفسلا ُلر ُِتمللاخلأاإفدطرابا َرِيدِةن‪،‬البَوإاُيللم َعاق َِزما ُزعب َِثمد َِقة َت ُضَاهلممَقو ِا ِنفُنِهو‪،‬ىِن َّياوِلةي َقؤ ِِفوداىىِع َنِإد َل ْاشلىمِرُ َِققالََرلَِةثرَ ِةق َكا ِِّممَف ِنةاَهلاَات‪.‬ل َْقشارُِنيو ِعناَّي ِةِت‪،‬‬
‫َه ِذ ِه‬  ‫نش ِر‬  ‫ِفى‬  ‫الأم ِن ال َقا ُنو ِن ِّي‬  ‫ِمبد ِأ َحماية‬        ‫َف ُهو ِب َذا ِت ِه أث ُر‬
                       ‫و َأخ َف ُمؤ َنةً‪.‬‬        ‫ُأ ِمي ِت َها أيس َر‬  ‫َفتكُو ُن ُمجابَ َهةُ‬

                                    ‫ال َف َرعُ ال َرا ِب ُع‪ :‬دو ُر ال ِص َيا َغ ِة ال َت ْشري ِعي ِة ا َلجي َد ِة فى ِحما َّي ِة َمبد ِأ ال َع َدا َل ِة ال َت ْش ِري ِع َّي ِة‪:‬‬
‫َق َر َر ْت المحك َمةُ ال ُدس ُتو ِر َّي ُة ال ُعِليا أ َّن الدستور قرن العدل بكثير من النصوص التى تضمنها‪ ،‬ليكون قيداً على السلطة التشريعية فى المسائل التى تناولتها هذه النصوص‪،‬‬
‫وأنه وإن خلا من تحديد لمعنى العدالة فى تلك النصوص إلا أن المقصود بها ينبغى أن يتمثل فيما يكون حقاً وواجباً سواء فى علائق الأفراد فيما بينهم‪ ،‬أو فى نطاق‬
‫صلاتهم بمجتمعهم‪ ،‬بحيث يتم دوماً تحديدها من منظور اجتماعي‪ ،‬ذلك أن العدالة تتوخى‪ -‬بمضمونها‪ -‬التعبير عن القيم الاجتماعية السائدة فى مجتمع معين خلال‬
‫فترة زمنية محددة‪ .‬وحيث إن ما تقدم مؤداه أن العدالة‪ -‬فى غاياتها‪ -‬لا تنفصل علاقتها بالقانون باعتباره أداة تحقيقها‪ ،‬فلا يكون القانون ُمنصفاً إلا إذا كان كافلاً‬
‫لأهدافها‪ ،‬فإذا ما زاغ المشرع ببصره عنها‪ ،‬وأهدر القيم الأصيلة التى تحتضنها‪ ،‬كان منهياً للتوافق فى مجال تنفيذه‪ ،‬ومسقطاً كل قيمة لوجوده‪ ،‬ومستوجباً تغييره‬
‫أو إلغاءه‪ .‬ومن ثم فقد جرى قضاء هذه المحكمة على أن شرعية الجزاء‪ -‬جنائياً كان أم تأديبياً أم مدنياً‪ -‬لا يمكن ضمانها إلا إذا كان متناسباً مع الأفعال التى أثمها‬

                                                                                                         ‫المشرع أو منعها فى غير ما غلو أو إفراط(((()‪.‬‬
‫اولبَ ِاذًََووتيلىبعٍ ُأنرَعلُفَزىرىُادغَلاولَعِرُمفَُيداِجاهلَتلاةُملِصَِعنايلاَبت ُّأَغصْ ِشفةا َرِرلاايَتِلِ َدعتِْهيش‪ْ،‬ةُشرِيَوِرِقِتيعيِبعاَُّّييدَمِةَِّلماالْنلَُحساِجلَحُلييُهَطد ِ ِةُةثِماِْنفلمُِص ِىويخ َاتِسِ َحغيَِتلَمصٍ ِ ِاهةة َّي َِتِةبْناِصلَِمَيظتابي ٍََْشدغم ِأ ِرًةويَاآِلعِلل ََّعي ٍُبتَةإدا ِخلَلِلِتصة ْدَحافا ِلقَِرتويراِْقشال َءُرِاقيلَوهِعَاعا َّيْ َِدعتة ِِعلداِفااّرُللى ََوق ًاضأااُنَقَّن ِوعِِفن َِّييعىِةدباَِميَل َفَنبَة ُاهأاو ُليْفَِمت َرحأاْ ِِشقد ْحرُقايكَل ِماعاُ ِلمَجالاتلَْسَمَتنتِْعقَقَتِِّإَرصَلا‪،‬صرَى ُوراللَاع َفاقَتِاقم ُنٍخلوَطلِن ُِقمَّيَع َْنللَلب َى َدًعسواَىما َِتم َْحضِلوُطمبَِزلويي َِِناق ََدهْاتِاةل َِندايلعلِِّدفصوى َقذَأاضِْفتص ِىرهِدا‪ِ ،‬ادل َبم َُساِّْللنجمُِهتَت‪َ،‬تخماعو َّإيَّضطِةَبلمي َواُنَننوأَاِقبيلَِهحاٍ َبًد‪.‬ضاا ِلماَتلْن َْقش َأا ِرل َهي َُِّبعم‬

                                                                                                               ‫أ َسبا ِب ا ْف ِتقا ِد ال َع َدا َل ِة َبي َن َأ ْف َرا ِد الم ُجتم ِع‪.‬‬
‫َحي ُث ِإ َّن مفهوم العدل يتمثل دائ ًمــا فيما يكون ح ًقــا وواج ًبــا‪ ،‬سواء فى علائق الأفراد فيما بينهم أو فى نطاق صلتهم بمجتمعهم‪ ،‬بحيث يتم دو ًمــا تحديده من منظور‬
‫اجتماعى‪ ،‬باعتبار أن العدل يتغيا التعبير عن القيم الاجتماعية السائدة فى مجتمع معين خلال فترة زمنية محددة‪ ،‬ومن ثم فإن مفهومه لا يكون مطل ًقــا‪ ،‬ولا يعنى‬
‫شيئًــا ثاب ًتــا باطراد‪ ،‬بل تتباين معانيه‪ ،‬تب ًعــا لمعايير الضمير الاجتماعى ومستوياتها‪ ،‬ويتعين بالتالى أن توازن علائق الأفراد فيما بينهم بأوضاع مجتمعهم والمصالح التى‬
‫يتوخاها‪ ،‬من أجل التوصل إلى وسائل عملية تكفل إسهام أكبر عدد من بينهم لضمان أكثر المصالح والقيم الاجتماعية تعبي ًرا عن النبض الاجتماعى لإرادتهم‪ ،‬ليكون‬

                                                                                                               ‫القانون طري ًقــا لتوجههم الجمعي((‪.)((1‬‬
‫فال َعد ُل بهذا المفهو ِم لا يعدو أن يكون نه ًجـــا متواصلاً منبس ًطــا على أشكال من الحياة تتعدد ألوانها‪ ،‬واز ًنــا بالقسط تلك الأعباء التى يفرضها المشرع على المواطنين‪،‬‬

          ‫((( حكم المحكمة الإدارية العليا فى الطعون أرقام ‪ 2433 ،2432 ،2409 ،2408‬لسنة ‪ 58‬ق‪.‬عليا فحص‪ ،‬بجلسة ‪ ،2011/11/14‬منشور بمجموعة المبادئ الثادرة فى الانتخابات‬

                                                                                                                        ‫والأحزاب ‪ ،2016 -2011‬المبدأ رقم ‪/27‬ه‪ ،‬ص ‪.280‬‬

                                     ‫(((حكم المحكمة الدستورية العليا فى القضية رقم ‪ 20‬لسنة ‪ 15‬ق‪ .‬دستورية‪ -‬بتاريخ ‪ -1994/10/1‬مكتب فنى ‪ -6‬جزء ‪ -1‬صـ ‪.358‬‬
                                                                 ‫(((الحماية الدستورية للأمن القانوني‪ ،‬يسرى محمد العصار‪ ،‬مجلة الدستورية‪ ،‬مرج ُع ساب ُق‪.‬‬
                                                                            ‫(((حكمها فى القضية رقم ‪ 94‬لسنة ‪ 26‬ق‪ .‬دستورية‪ -‬بتاريخ ‪.2022/12/17‬‬

                                             ‫(((حك ُمها فى القضية رقم ‪ 332‬لسنة ‪ 23‬ق‪ .‬دستورية‪ -‬بتاريخ ‪ -2005/5/8‬مكتب فنى ‪ -11‬جزء ‪ -1‬ق ‪ -293‬صـ ‪.1757‬‬
                                                             ‫(‪((1‬حكم المحكمة الدستورية العليا فى القضية رقم ‪ 71‬لسنة ‪ 41‬ق‪.‬دستورية‪ ،‬بجلسة ‪.2022/6/4‬‬

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                  ‫يناير ‪902025‬‬
   85   86   87   88   89   90   91   92   93   94   95