Page 161 - merit 50
P. 161

‫‪159‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫إلدريدج كليفر‬                ‫جوناثان فريدمان‬                      ‫من «استراتيجيات التنمية‬
                                                                    ‫الموجهة نحو النمو» إلى‬
     ‫فيها نظرية أكثر شمو ًل‬       ‫في تلك التنمية‪ ،‬باعتباره‬
    ‫عن المجتمع المدني‪ ،‬وكان‬  ‫البيئة التي ستضمن المشاركة‬          ‫«استراتيجيات التنمية التي‬
   ‫محور اهتمامه هو تحديد‬                                           ‫تركز على الناس» يضمن‬
‫الظروف التي تستبعد الفقراء‬     ‫الفعالة‪ .‬وهكذا تلعب العولمة‬
   ‫من اتخاذ القرار وتمنعهم‬         ‫واستراتيجيات التنمية‬          ‫الأولوية لتلبية الاحتياجات‬
     ‫من الحصول على حصة‬                                             ‫الأساسية للفقراء‪ ،‬والتي‬
   ‫عادلة من موارد المجتمع‪،‬‬     ‫الناشئة عنها دو ًرا مه ًّما في‬     ‫تتطلب بدورها أن يخفض‬
  ‫وتتركز الاستراتيجية التي‬          ‫تعزيز المجتمع المدني‪.‬‬
‫اقترحها فريدمان على تمكين‬                                      ‫الأغنياء في العالم استهلاكهم‬
    ‫الفقراء ونقل السلطة إلى‬      ‫المجتمع المدني‬                  ‫إلى مستوى يحقق استدامة‬
  ‫السلطات المحلية التي يجب‬       ‫والديمقراطية‬                                      ‫الموارد‪.‬‬
   ‫أن تخضع للمساءلة أمام‬                                              ‫تعتبر التنمية البشرية‬
‫أغلبية مواطنيها‪ -‬أي الفقراء‬     ‫يعد المجتمع المدني محد ًدا‬         ‫جز ًءا لا يتجزأ من الإطار‬
                              ‫مه ًّما للطابع العام للتحولات‬
     ‫في مناطق اختصاصهم‬                                         ‫النظري للتنمية التي محورها‬
‫(جوناثان فريدمان‪ ،‬التمكين‪:‬‬      ‫الديمقراطية وسياسات ما‬             ‫الإنسان‪ ،‬إذ تؤكد التنمية‬
                                 ‫بعد التحول الديمقراطي‪،‬‬             ‫البشرية على الحاجة إلى‬
    ‫سياسة التنمية البديلة)‪.‬‬       ‫ذلك لأن الوجود المسبق‬               ‫الاستثمار في القدرات‬
        ‫وتتطلب الديمقراطية‬                                         ‫البشرية‪ ،‬ومن ثم ضمان‬
                                   ‫للمجتمع المدني يساعد‬              ‫استخدام هذه القدرات‬
  ‫بالأساس وجود مؤسسات‬           ‫كثي ًرا على تسهيل الانتقال‬          ‫لصالح الجميع (برنامج‬
  ‫قوية للمجتمع المدني (مثل‬     ‫إلى ديمقراطية قابلة للحياة‪.‬‬           ‫الأمم المتحدة الإنمائي‪،‬‬
                                                                      ‫‪ .)1993‬وتلعب زيادة‬
    ‫الصحافة الحرة) وتنوع‬             ‫وقد شرح جوناثان‬
‫المنظمات غير الحكومية (مثل‬    ‫فريدمان نظرية معيارية عن‬         ‫المشاركة هنا دو ًرا مه ًّما‪ ،‬لأنه‬
                             ‫الديمقراطية الشاملة يستخدم‬           ‫كلما زادت مشاركة الناس‬
                                                                 ‫فإن ذلك يساعد على تعظيم‬
                                                                 ‫استغلال القدرات البشرية‪،‬‬
                                                                ‫وبالتالي فهي وسيلة لزيادة‬

                                                               ‫مستويات التنمية الاجتماعية‬
                                                                ‫والاقتصادية (برنامج الأمم‬

                                                                  ‫المتحدة الإنمائي‪.)1993 ،‬‬
                                                                 ‫وتعني زيادة المشاركة هنا‬
                                                                 ‫أي ًضا تمكين الناس أنفسهم‬

                                                                      ‫من الوصول إلى أكبر‬
                                                                    ‫نطاق ممكن من الفرص‬

                                                                     ‫(برنامج الأمم المتحدة‬
                                                                  ‫الإنمائي‪ .)1993 ،‬وبما أن‬
                                                                  ‫المشاركة عامل رئيسي في‬
                                                                  ‫استراتيجيات التنمية التي‬
                                                               ‫تركز على الناس‪ ،‬فإن المجتمع‬
                                                                 ‫المدني سيلعب دو ًرا حاس ًما‬
   156   157   158   159   160   161   162   163   164   165   166