Page 157 - merit 50
P. 157

‫‪155‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

     ‫الفلسفية أن تتحول من‬         ‫ُينتظر من جمعية يتضمن‬              ‫الذي تطرحه الجمعية‪،‬‬
  ‫الدرس الأكاديمي إلى الفعل‬     ‫اسمها كلمة فلسفة أن تنوع‬        ‫حيث تتركز مناقشتها حول‬
 ‫الاجتماعي والسياسي‪ ،‬ولن‬                                       ‫الماركسية وأعلامها‪ ،‬مع غلبة‬
‫يتحقق لها ذلك إلا إذا صارت‬        ‫في المواضيع التي تطرحها‬
                                 ‫في أعمالها‪ ،‬مع التركيز على‬       ‫الفكر النظري على الجانب‬
    ‫الفلسفة جز ًءا من الثقافة‬  ‫ما يساعد على كيفية معايشة‬            ‫التطبيقي‪ ،‬والاتجاه نحو‬
   ‫العامة مثل الرواية والفيلم‬  ‫الحياة وليس على فهمها فقط‪.‬‬       ‫الماضي والابتعاد عن الواقع‬
   ‫والأغنية واللوحة‪ .‬وينبغي‬      ‫فمن مظاهر معايشة الحياة‬       ‫الذي نعيشه‪ .‬وفي هذا السياق‬
   ‫أن نعترف بأن المسافة ما‬        ‫مناقشة القضايا المهمة في‬
 ‫زالت كبيرة بين ما هو كائن‬     ‫واقعنا السياسي والاجتماعي‬                            ‫يقول‪:‬‬
                                                                ‫«لا شك أن أحادية الموضوع‬
     ‫وما ينبغي أن يكون‪ ،‬أي‬           ‫والثقافي والاقتصادي‪،‬‬        ‫الذي تطرحه الجمعية غالبًا‬
  ‫بين الأهداف والغايات التي‬       ‫وتلك القضايا التي تتصل‬
  ‫تضعها الجمعيات الفلسفية‬       ‫بالكوارث المتلاحقة في البيئة‬       ‫وتركز عليه في نشاطاتها‬
                                                               ‫المختلفة يقلص عدد أعضائها‬
    ‫في مواثيقها المنشئة وبين‬        ‫والتغيرات المتسارعة في‬      ‫وروادها ويحصرهم في فئة‬
          ‫ممارستها الفعلية‪.‬‬       ‫سلوك الناس وأخلاقهم»‪.‬‬         ‫معينة‪ .‬كما يقلل من تأثيرها‬
                                                                ‫في المجتمع بعامة وفي الحياة‬
‫ربما كان الارتباط بالشخص‬                  ‫(المرجع السابق)‬
  ‫أو بالفكرة أحد أسباب هذه‬      ‫ويلاحظ أن القواسمة عندما‬         ‫الثقافية خاصة‪ ..‬فليس من‬
                                 ‫يريد للحياة أن تتحول من‬         ‫تتوجه إليه في خطابها غير‬
‫الفجوة‪ ،‬لأن العمل الاجتماعي‬     ‫الفهم إلى المعايشة‪ ،‬إنما يريد‬     ‫النخبة التي هي في الأصل‬
 ‫يتطلب الانطلاق من الواقع‪،‬‬      ‫في الوقت نفسه للفلسفة أن‬
 ‫من داخل الظاهرة الإنسانية‬       ‫تتحول من مجال النظر إلى‬            ‫متخصصة في الفلسفة‪.‬‬
    ‫كحدث ملموس لا كفكرة‬                                               ‫فكأنها والحال هذه لا‬
 ‫هائمة أو نظرية تأملية‪ .‬وفي‬       ‫مجال العمل‪ ،‬أي أن تكف‬         ‫تخاطب إلا ذاتها»‪( .‬د‪.‬محمد‬
     ‫كل الأحوال‪ ،‬يظل الأمل‬     ‫الفلسفة عن أن تدرس نفسها‬          ‫عبد الله القواسمة‪ ،‬الجمعية‬
  ‫معقو ًدا على هذه الجمعيات‪،‬‬                                      ‫الفلسفية الأردنية‪ ،‬جريدة‬
    ‫قديمها وحديثها‪ ،‬في أخذ‬       ‫بوصفها فك ًرا خال ًصا‪ ،‬وأن‬    ‫الدستور‪٢٠١٨ /١١ /١٦ ،‬م)‬
    ‫زمام المبادرة نحو إيقاظ‬     ‫تتجه إلى الواقع وتنخرط في‬        ‫ويقترح القواسمة مسارات‬
   ‫الوعي وحفز الإرادة تجاه‬       ‫مشكلات الحياة الإنسانية‪.‬‬       ‫جديدة للجمعية تجعلها أكثر‬
                    ‫التغيير‬    ‫والحقيقة أن الفلسفة إذا أريد‬       ‫قدرة وحيوية على التأثير‬
                                 ‫لها أن تلعب دو ًرا مجتمعيًّا‬     ‫في المجتمع‪ ،‬فيقول‪« :‬إن ما‬

                                     ‫فينبغي على الجمعيات‬
   152   153   154   155   156   157   158   159   160   161   162