Page 152 - merit 50
P. 152

‫العـدد ‪50‬‬                              ‫‪150‬‬

                                 ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬                          ‫ومناقشة منزلة الفلسفة‬
                                                                    ‫في التعليم الجامعي عربيًّا‪،‬‬
‫الصين‪ ،‬الاستشارة الفلسفية‬            ‫والإصدارات الورقية من‬         ‫وعقد أول مؤتمر عربي من‬
‫وجودة الحياة‪ ،‬قيم الحضارة‬        ‫كتب ومجلات‪ ،‬هذا بالإضافة‬         ‫نوعه حول الفلسفة للأطفال‪،‬‬

        ‫المصرية القديمة بين‬         ‫إلى الاستفادة من وسائل‬            ‫ومبادرة تبسيط وتعميم‬
‫الاتصال والانفصال‪ ،‬الحرية‬             ‫التواصل الاجتماعي في‬            ‫الفلسفة‪ ،‬واتخاذ خطوات‬
                                                                   ‫جادة نحو النزول بالفلسفة‬
   ‫والمسؤولية في التعامل مع‬         ‫العالم الافتراضي في عقد‬         ‫إلى الشارع العربي‪ ،‬إضافة‬
     ‫وسائل الإعلام الرقمية‪،‬‬       ‫هذه الفعاليات ونشرها على‬        ‫إلى محاور أخرى قيد العمل‪،‬‬
                                   ‫المواقع الاجتماعية‪ ،‬خاصة‬       ‫أقل ما ُيقال عنها أنها تسعى‬
  ‫الفينومينولوجيا والتأويل‪.‬‬                                       ‫للانتصار للفلسفة ولذويها»‪.‬‬
    ‫والملاحظ في هذه الندوات‬          ‫بعد جائحة كورونا التي‬
     ‫أنها تناولت موضوعات‬         ‫تعتبر منعط ًفا مه ًّما في أنشطة‬   ‫الجمعيات الفلسفية‬
    ‫تخص الماضي والحاضر‬                                            ‫على مستوى الممارسة‬
 ‫والمستقبل‪ ،‬وتدور في سياق‬          ‫هذه الجمعيات‪،‬لأنها خلقت‬
  ‫قيم الحق والخير والجمال‪،‬‬            ‫شك ًل جدي ًدا من أشكال‬       ‫إذا كانت الأفكار التأسيسية‬
                                                                    ‫والرؤى الفلسفية هي التي‬
      ‫كما أنها تتوزع ما بين‬      ‫المشاركة المجتمعية من خلال‬
 ‫الفلسفي الخالص والفلسفي‬           ‫تطبيقات ُصممت خصي ًصا‬               ‫يمكن أن تعكس التوجه‬
                                    ‫لتحقيق التواصل عن بعد‬         ‫المجتمعي للجمعيات الفلسفية‬
     ‫الاجتماعي‪ .‬غير أن هذا‬           ‫بين المشتغلين والمهتمين‬
 ‫الأخير‪ ،‬وهو الذي يعنينا في‬        ‫بالفلسفة‪ ،‬من بلدان الوطن‬          ‫في السنوات الأخيرة‪ ،‬فإن‬
   ‫سياق الحديث عن المجتمع‬         ‫العربي جميعها‪ .‬كما أصبح‬            ‫أنشطة هذه الجمعيات هي‬
‫المدني‪ ،‬يشغل حي ًزا أقل كثي ًرا‬   ‫نشر هذه الفعاليات نفسها‪،‬‬            ‫التي يمكن أن تكشف لنا‬
                                    ‫بكل ما تحمله من محتوى‬           ‫حجم الدور الذي يمكن أن‬
    ‫من الشق الفلسفي المعني‬          ‫فكري واجتماعي‪ُ ،‬مي َّس ًرا‬
‫بالقضايا الأكاديمية‪ ،‬حتى أنه‬                                           ‫تلعبه الفلسفة في الحياة‬
‫يكاد ينحصر في ندوات ثلاث‬         ‫عبر هذه الوسائل التواصلية‬         ‫اليومية للمواطنين‪ .‬وفي هذا‬
                                         ‫الافتراضية المبتكرة‪.‬‬
   ‫من الندوات التسع‪ ،‬وهم‪:‬‬                                            ‫السياق‪ ،‬سيقتصر كلامنا‬
     ‫الفن ودوره في المجتمع‪،‬‬           ‫وإذا انتقلنا إلى الجمعية‬     ‫على بعض أنشطة الجمعيات‬
     ‫والاستشارات الفلسفية‬        ‫الفلسفية المصرية‪ ،‬على سبيل‬       ‫الفلسفية خلال عام ‪٢٠٢٢‬م‪،‬‬
     ‫وجودة الحياة‪ ،‬والحرية‬                                        ‫حتى يمكننا أن نقف على آخر‬
   ‫والمسؤولية في التعامل مع‬           ‫المثال‪ ،‬لنلقى الضوء على‬       ‫ما وصلت إليه العلاقة بين‬
     ‫وسائل الإعلام الرقمية‪.‬‬       ‫أنشطتها الثقافية خلال عام‬
‫وإذا انتقلنا إلى مجلة الجمعية‬    ‫‪٢٠٢٢‬م‪ ،‬فسنجد أنها أقامت‬              ‫الفلسفة والمجتمع المدني‪.‬‬
‫الفلسفية المصرية سنجد أنها‬       ‫تسع ندوات‪ ،‬وفقا لبرنامجها‬             ‫ومن الملاحظ أن الآليات‬
 ‫خصصت عددها الصادر في‬                                              ‫التي تعتمد عليها الجمعيات‬
 ‫‪٢٠٢٢‬م لملف المستقبل‪ ،‬وفي‬               ‫السنوي المنشور على‬
   ‫مقاله الافتتاحي «الفلسفة‬      ‫صفحتها بالفيسبوك‪ ،‬ودارت‬                 ‫الفلسفية العربية‪ ،‬على‬
     ‫وأسئلة المستقبل» يقول‬                                              ‫اختلاف توجهاتها‪ ،‬في‬
   ‫د‪.‬مصطفى النشار رئيس‬              ‫حول الموضوعات التالية‪:‬‬              ‫تحقيق أهدافها العلمية‬
  ‫الجمعية الفلسفية المصرية‪:‬‬        ‫تناهي الزمن والفصل بين‬           ‫والاجتماعية‪ ،‬لا تخرج عن‬
 ‫«كثير من الناس يتصورون‬           ‫الفيزياء والميتافيزيقا‪ :‬مدخل‬       ‫الفعاليات الثقافية المتمثلة‬
 ‫أن دور الفلسفة يقتصر على‬          ‫لإبستمولوجيا الإمكان عند‬             ‫في الندوات والمؤتمرات‬
 ‫التفسير والتبرير ويتناسون‬       ‫أبي يعقوب الكندي‪ ،‬الترجمة‬
     ‫أن دورها الأكبر هو في‬       ‫الفلسفية‪ :‬إشكالات وتجارب‬
                                  ‫فلسفية‪ ،‬التاريخ عند أولفين‬

                                       ‫توفلر‪ ،‬الفن ودوره في‬
                                  ‫المجتمع‪ ،‬الفلسفة الراهنة في‬
   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156   157