Page 151 - merit 50
P. 151

‫‪149‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

           ‫عبد الله المطيري‬              ‫سعيد اللاوندي‬           ‫المجتمعات همومها‪ ،‬وعلى‬
                                                                  ‫النحو نفسه‪ ،‬وعلى غرار‬
     ‫أكاديمي‪ ،‬والآخر يتعلق‬        ‫خلال إصداراتها وندواتها‬      ‫المعاهد الفلسفية الأوروبية‬
‫بالفلسفة كممارسة اجتماعية‬         ‫ومؤتمراتها التي سنتحدث‬           ‫التي انتشرت في القرن‬
                                                                  ‫العشرين‪ ،‬يؤكد التريكي‬
     ‫يتم التعبير عنها مجاز ًّيا‬             ‫عنها بعد قليل‪.‬‬    ‫على ضرورة أن يكون هناك‬
   ‫بمقولة «حمى التفلسف»‪،‬‬           ‫وفي هذا السياق‪ ،‬لا يمكن‬    ‫معهد مهتم بالشأن الفلسفي‬
  ‫وفي هذا المعنى نقرأ‪« :‬ومنذ‬       ‫أن نغفل «اتحاد الفلاسفة‬   ‫بمعناه الاجتماعي الحياتي في‬
   ‫انطلاق أنشطته‪ ،‬والاتحاد‬                                   ‫تونس‪ ،‬وفي هذا المعنى يقول‪:‬‬
   ‫يسعى نحو تحقيق أهدافه‬               ‫العرب»‪ ،‬وهو منصة‬           ‫«كان لا بد لنا في تونس‬
 ‫المنشودة‪ ،‬والتي على رأسها‬       ‫افتراضية تم إطلاقها أواخر‬      ‫التي عرفت ازدها ًرا كبي ًرا‬
‫الارتقاء بالدرس العربي‪ ،‬بكل‬                                   ‫في الفكر الفلسفي‪ ،‬أن نك ِّون‬
  ‫ما تحمله الكلمة من معنى‪،‬‬        ‫نوفمبر من العام ‪٢٠١٨‬م‪،‬‬      ‫معه ًدا خارج أسوار الجامعة‬
  ‫وتبسيط وتعميم الفلسفة»‪.‬‬            ‫وانطلقت أولى أنشطتها‬     ‫حتى تتصل الفلسفة بآلياتها‬
                                                              ‫ومفاهيمها مع هموم الناس‪.‬‬
      ‫وفي البيان الأول الذي‬      ‫الفكرية في أكتوبر من العام‬  ‫بذلك لن تموت الفلسفة‪ ،‬ولن‬
    ‫أصدره الاتحاد بمناسبة‬            ‫‪٢٠٢١‬م‪ ،‬وقد تأخر بدء‬     ‫تفقد أهميتها من ناحية‪ ،‬ومن‬
  ‫اليوم العالمي للفلسفة للعام‬                                 ‫ناحية أخرى ستساهم جد ًّيا‬
                                  ‫النشاط لأسباب لم يفصح‬         ‫في تنوير العقول ومحاربة‬
      ‫‪٢٠٢٢‬م‪ ،‬نجد تفصي ًل‬         ‫عنها رئيس الاتحاد د‪.‬محمد‬       ‫الجهل والتخلف»‪( .‬عيسى‬
     ‫أكثر للأهداف من واقع‬                                        ‫جابلي‪ ،‬حفريات‪/٥ /٩ ،‬‬
  ‫الممارسة‪ ،‬فنقرأ‪« :‬لقد طرح‬        ‫عرفات حجازي في البيان‬
 ‫اتحاد الفلاسفة العرب عديد‬         ‫الثاني للاتحاد‪ .‬وهو جهة‬                      ‫‪٢٠١٩‬م)‬
 ‫المبادرات وصو ًل إلى أهدافه‬     ‫مستقلة تما ًما‪ ،‬ليس بجامعة‬       ‫ووصف التريكي المعهد‬
   ‫السامية التي يسعى إليها‪،‬‬        ‫أو أكاديمية‪ ،‬ولا يتبع أي‬   ‫بأ ّنه «مؤسسة خارج أسوار‬
 ‫منها‪ :‬مناقشة منزلة الفلسفة‬                                    ‫الجامعة‪ ،‬وفضاء تلتقي فيه‬
  ‫في التعليم الثانوي العربي‪،‬‬         ‫جامعة أو مركز بحثي‪.‬‬     ‫كل الاتجاهات‪ ‬الفلسفية‪ ‬دون‬
                                 ‫وبالرجوع إلى البيان الثاني‬  ‫استثناء‪ ،‬وكل تداخل وتعاون‬
                                                              ‫وحوار بين الفلسفة والآداب‬
                                   ‫للاتحاد سنجد أن أهدافه‬
                                 ‫تمضي في مسارين أحدهما‬              ‫والإنسانيات والفنون‬
                                  ‫يتعلق بالفلسفة كتخصص‬          ‫والعلوم والتربية والتعليم‬

                                                                  ‫والتكنولوجيا»‪( .‬المرجع‬
                                                                                ‫السابق)‬

                                                                    ‫وأهم ما يميز وصف‬
                                                                 ‫التريكي للمعهد هو ربطة‬
                                                                 ‫الفلسفة بالآداب والفنون‬
                                                                 ‫والإنسانيات‪ ،‬وهو اتجاه‬
                                                             ‫عالمي تسعى المنظمات العربية‬
                                                              ‫الفلسفية لتحقيقه خاصة في‬
                                                             ‫الشعر والسينما والمسرح من‬
   146   147   148   149   150   151   152   153   154   155   156