Page 158 - merit 50

‫العـدد ‪50‬‬ ‫‪156‬‬

‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬ ‫د‪.‬كمال المصري*‬

‫على أنها منافس للدولة لا‬ ‫المدني» هو أحد‬ ‫«المجتمع‬
‫شريك لها في تحقيق مصالح‬ ‫المفاهيم «الأكثر‬
‫الإنسان‪ .‬في الصفحات التالية‬ ‫شريك في التنمية أم بديل للدولة؟‬
‫سخونة» في‬ ‫المجتمع المدني‪..‬‬
‫نتناول ببعض التفصيل‬ ‫مجالات العلوم‬
‫مفاهيم «المجتمع المدني»‬ ‫الاجتماعية التي‬
‫وأهميته والدور الذي يلعبه‬
‫في ظل مختلف الأنظمة‪.‬‬ ‫تمس الحياة‬
‫السياسية‪،‬‬
‫ما هو المجتمع المدني؟‬ ‫وبخاصة‬
‫في الأنظمة‬
‫يستشهد «قاموس أكسفورد‬ ‫الديمقراطية أو حتى التي‬
‫للفلسفة» بتعريف هيجل‬ ‫ت َّدعي الديمقراطية‪ ،‬فقد تجدد‬
‫المبسط للمجتمع المدني‬ ‫الاهتمام بالمشاركة الشعبية‬
‫بأنه «صور من الارتباط‬ ‫في الحياة السياسية وبكل‬
‫الاجتماعي الوسيط بين‬ ‫صور تأثير الثقافة والقيم‬
‫والمعتقدات على طريقة الحكم‬
‫الأسرة والدولة»‪ .‬لكن هذا‬ ‫أو إدارة الدولة‪ .‬وفي الآونة‬
‫التعريف البسيط يفتقر‬ ‫الأخيرة‪ ،‬تزايد الاهتمام‬
‫مثل غيره من التعريفات‬ ‫بكيفية مساهمة المجتمع‬
‫المدني في حل النزاعات‬
‫إلى التفصيل والتخصيص‪.‬‬ ‫السياسية المحلية بمختلف‬
‫وكما هو الحال مع معظم‬ ‫أنواعها‪ ،‬كما أدى تزايد‬
‫الدور الذي يلعبه للمجتمع‬
‫المفاهيم الأكاديمية التي‬ ‫المدني في التنمية إلى تداعي‬
‫انتشرت في العقود الأخيرة‪،‬‬ ‫الفكرة القديمة عن التنمية‬
‫التي تكون فيها الدولة هي‬
‫لا يوجد تعريف متفق‬ ‫العنصر الفاعل المركزي‬
‫عليه لمفهوم المجتمع المدني‬ ‫ويكون تطوير البنية التحتية‬
‫هو محل الاهتمام الرئيس‪،‬‬
‫وغيره من المفاهيم ذات‬ ‫حيث يركز المجتمع المدني‬
‫الصلة بالثقافة المدنية ورأس‬ ‫والمنظمات غير الحكومية على‬
‫ما يمكن أن نسميه «تنمية‬
‫المال الاجتماعي‪ ،‬إذ يرى‬ ‫محورها الناس»‪ ،‬وهو ما‬
‫معظم الباحثين والنشطاء‬ ‫أسهم في إعادة التنمية إلى‬
‫الاجتماعيين والعاملين في‬ ‫الناس مرة أخرى‪ .‬بيد أن‬
‫مجال التنمية أن المجتمع‬ ‫ذلك كله كثي ًرا ما يتسبب‬
‫المدني هو «مجموعة من‬ ‫في اختلاط المفاهيم لدى‬
‫جماعات المصالح المتنوعة‬ ‫ممثلي الدولة والمدافعين‬
‫عن سيادتها حيث ينظرون‬
‫والمنظمات الاجتماعية‬ ‫إلى المنظمات غير الحكومية‬
‫القوية بما يكفي لتوفير‬
‫بعض الاستقلالية والحماية‬
‫لأفرادها بحيث يستطيعون‬

‫العمل دون خوف من‬
‫استبداد وهيمنة الدولة»‪.‬‬
‫وفي السياق ذاته تعرف‬