Page 204 - merit 50
P. 204

‫العـدد ‪50‬‬                         ‫‪202‬‬

                                  ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬                        ‫هرم الملك‬
                                                                       ‫أوناس‬
‫الفرعون نفر‬
 ‫إر كا رع‬

  ‫العاصمة منف إلى الحد الذي‬           ‫أرض وأموال في عهود خلفاء‬             ‫الثروات‪ ،‬والعمل بعي ًدا عن‬
 ‫جعل انفصال حكام المقاطعات‬           ‫بيبي الأول من فراعنة الأسرة‬               ‫إشراف فراعين منف‪.‬‬
‫عن الوحدة أم ًرا سه ًل ميسو ًرا‪،‬‬
                                       ‫السادسة‪ ،‬وبدأ عدد الجنود‬       ‫ورحل الملك أوناس آخر فراعين‬
   ‫فبعدما كان هؤلاء الحكام لا‬       ‫المصريين يتناقص شيئًا فشيئًا‬      ‫الأسرة الخامسة‪ ،‬بعد أن جلس‬
‫يعينون في وظائفهم إلا بموافقة‬     ‫حتى أنه لم يبق إلا هؤلاء الغرباء‪،‬‬
                                                                        ‫على عرش مصر ما يقرب من‬
       ‫الفرعون وأمره‪ ،‬صاروا‬            ‫الذين لا هم لهم سوى جمع‬        ‫الثلاثين عا ًما‪ ،‬فخلفه الملك تيتي‬
        ‫يورثون مقاطعاتهم إلى‬         ‫الأموال‪ ،‬والاستفادة من حالة‬        ‫أول فراعين الأسرة السادسة‬
                                     ‫الفوضى‪ ،‬التي تعيشها مصر‪.‬‬          ‫‪ 2280 -2420‬ق‪.‬م‪ ،‬وظل في‬
              ‫أبنائهم‪ ،‬وبعدما‬      ‫وانشغل ملوك الأسرة السادسة‬          ‫الحكم اثنى عشر عا ًما‪ ،‬ليخلفه‬
                                      ‫بالحفاظ على استقلال البلاد‪،‬‬    ‫عدة ملوك آخرين من بينهم الملك‬
           ‫هرم أوسركاف‬                                                 ‫بيبي الأول‪ ،‬الذي حاول جاه ًدا‬
                                        ‫وحمايتها من غارات قبائل‬      ‫أن ُيعيد شيئًا من سطوة الفراعنة‬
                                   ‫البدو‪ ،‬وغيرها من الأخطار‪ ،‬التي‬     ‫وهيبتهم طوال خمسة وعشرين‬

                                     ‫تهدد أمنها‪ ،‬فخاضوا الحروب‬          ‫عا ًما من الحكم خاض خلالها‬
                                   ‫في الخارج‪ ،‬بينما تركوا الأحوال‬       ‫المثير من الحروب في الجنوب‬
                                                                       ‫والغرب‪ ،‬وشيد لنفسه هر ًما في‬
                                     ‫في الداخل تحت سيطرة حكام‬           ‫منطقة سقارة‪ ،‬وبجواره شيد‬
                                    ‫الأقاليم‪ ،‬الذين راحوا يحاولون‬       ‫بيبي الثاني هرمه بعدما تولى‬

                                         ‫الانفصال بمقاطعاتهم عن‬                              ‫الحكم‪.‬‬
                                                 ‫حكومة الفرعون‪.‬‬      ‫ومنذ أن استقدم الملك بيبي الأول‬

                                       ‫ومع تدهور أحوال البلاد في‬         ‫الجنود من البلدان المجاورة؛‬
                                    ‫عهد الأسرة السادسة‪ ،‬وانتهاء‬       ‫ليستعين بهم في حروبه مع بدو‬
                                     ‫ملوكها بالفرعون بيبي الثاني‪،‬‬
                                                                         ‫الغرب‪ ،‬كثر هؤلاء الغرباء في‬
                                         ‫الذي حكم أربعة وتسعين‬          ‫البلاد‪ ،‬وكثر ما يعطى لهم من‬
                                    ‫عا ًما‪ ،‬عانت البلاد من الفوضى‪،‬‬

                                        ‫وانهيار حكومة الاتحاد في‬
   199   200   201   202   203   204   205   206   207   208   209