Page 208 - merit 50
P. 208

‫العـدد ‪50‬‬      ‫‪206‬‬

                                             ‫فبراير ‪٢٠٢3‬‬

‫لوحة تمثل أحمس الأول يقاتل الهكسوس في معركة‬                                       ‫سقنن رع‪.‬‬
                                                                ‫وهكذا كان الفرعون سقنن رع‬
‫طرد الهكسوس من مصر‬              ‫على النوبيين‪ ،‬وأخمد ثورتهم‬   ‫أعظم ملوك مصر وأمجدهم‪ ،‬ففي‬
‫الوسطى‪ ،‬فأصبحت مصر‬               ‫وأعادهم إلى الطاعة‪ ،‬ثم عاد‬      ‫عهده بدأ النضال الفعلي لطرد‬
                             ‫يستأنف جهاده ضد الهكسوس‪،‬‬          ‫الهكسوس من مصر‪ ،‬فكان أول‬
   ‫الوسطى والعليا سواء‬        ‫فواصل زحفه شما ًل‪ ،‬مبح ًرا في‬  ‫من بدأ بمهاجمتهم‪ ،‬لأجل تخليص‬
     ‫بسواء تحت سلطان‬         ‫مياه النيل في عزم وقوة‪ ،‬بجيش‬        ‫البلاد من النير الأجنبي الذي‬
          ‫كاموزا‪ ،‬على أن‬        ‫كلفحة اللهب‪ ،‬ودارت معركة‪،‬‬     ‫ظل يثقل عاتقها حقبة طويلة من‬
         ‫المنية لم تلبث أن‬         ‫انقض فيها المصريون على‬
       ‫عاجلته‪ .‬وهكذا أتم‬     ‫الهكسوس كالصقور‪ ،‬وكالأسود‬                                ‫الزمن‪.‬‬
      ‫كاموزا رسالة أبيه‬      ‫على فريستهم‪ ،‬فهزموهم هزيمة‬      ‫وقاد سقنن رع مغامرة جعلته من‬
       ‫واستكمل النضال‬       ‫منكرة‪ ،‬ودمروا أسوار عاصمتهم‪،‬‬     ‫أعظم الشخصيات المصرية بطولة‬
         ‫ضد الهكسوس‬            ‫وذبحوا منهم أقوا ًما‪ ،‬وأسروا‬   ‫في التاريخ المصري‪ ،‬تلك المغامرة‬
      ‫لأجل تحرير أرض‬           ‫آخرين‪ .‬واستطاع الملك كاموزا‬
     ‫الوطن الغالي‪ ،‬مصر‬       ‫أن يخلص مصر الوسطى وامتد‬            ‫التي لقي فيها حتفه في إحدى‬
        ‫العزيزة على قلب‬         ‫ملكه حتى الأشمونين‪ ،‬بعدما‬     ‫معاركه مع الهكسوس‪ ،‬كما سبق‬
     ‫كل مصري‪ ،‬أكل من‬             ‫كتب له نجاح بعيد المدى في‬   ‫الذكر‪ ،‬إذ جعلت منه فريسة هجمة‬
      ‫خيرها‪ ،‬وشرب من‬
                                                                ‫غادرة قام بها أعداؤه‪ ،‬فقد أخذ‬
                                                                ‫على حين غرة‪ ،‬عندما كان نائ ًما‬
                                                              ‫في فراشه‪ ،‬أو ربما تسلل الأعداء‬
                                                             ‫من خلفه وطعنوه بخنجر في عنقه‬
                                                             ‫تحت أذنه اليسرى‪ ،‬فكانت ضربة‬
                                                             ‫مفاجئة لم يقو على رفع يديه ليدرأ‬
                                                              ‫عن نفسه ضرباتهم‪ ،‬التي انهالت‬
                                                             ‫عليه من السيوف والعصي والبلط‬
                                                                ‫على وجهه فهشمته وهو مل ًقى‬
                                                              ‫طري ًحا‪ ،‬ومن المحتمل أنه مات في‬
                                                               ‫ساحة القتال‪ ،‬ويدل على ذلك أن‬
                                                                ‫عملية التحنيط قد تمت بسرعة‬
                                                             ‫فائقة‪ ،‬لأن تحنيطه في مكان القتل‬

                                                                  ‫كان إجرا ًء مؤقتًا لعدم توافر‬
                                                              ‫المعدات للذين قاموا بهذه العملية‬

                                                                               ‫في هذا المكان‪.‬‬
                                                             ‫وقد أدى ذلك إلى قيام البلاد كلها‬
                                                             ‫دفعة واحدة في وجه أولئك الغزاة‪،‬‬

                                                                  ‫وخلفه ابنه كاموزا‪ ،‬بتشجيع‬
                                                                 ‫من أمه إيعح حوتب في الوقت‬
                                                                 ‫الذي حاول الهكسوس ضربه‬
                                                                ‫من الخلف بتأليب النوبة عليه‪،‬‬
                                                                 ‫فاضطر إلى أن يدع الحرب في‬
                                                             ‫الشمال ويتجه إلى الجنوب‪ ،‬فتغلب‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213