Page 211 - merit 50
P. 211
ربط المؤرخ المصري القديم مانيتون النوبة ،ونجح في القضاء على
بداية الأسرة الثامنة عشرة بالملك معظمهم ،قام بحملات عسكرية
أحمس الأول وجعله أول فرعون في
الدولة الحديثة ،وقد ظهر أحمس في أخرى في شمال فلسطين
وقت كانت مصر محتلة من الهكسوس وفينيقيا ،حيث عاد منتص ًرا،
الذين أخضعوا الوجه البحري ،وأجزاء ومعه من الأسرى الذين عملوا في
من مصر الوسطى ،فبدأ عهده بإرسال
حملات عسكرية لطرد الهكسوس، المحاجر الجيرية بطره.
وتطهير أرض مصر من لوثتهم،
وإعادة الأمن والأمان اللذين اعتاد المرأة والتحرير
عليهما المصريون دو ًما أدت المرأة دو ًرا كبي ًرا في حرب
التحرير ،جعلها تبلغ أوج سلطتها
وبذلك أرسى أحمس الأول دعائم ولقبت على الآثار بالابنة الملكية،
ما عرف باسم «العصر الذهبي والأخت الملكية ،والزوجة الملكية، في عهد أحمس ،وأولى السيدات
لمصر» ،فقد أعاد توحيد البلاد، والأم الملكية ،والحاكمة العظيمة، التي كان لها دور بارز هي تتي
وبدأ عصر التوسعات الخارجية شيري ،أم سقنن رع ،وجدة كل
العظيمة ،وبناء الإمبراطورية وسيدة الأرضيين ،الأمر الذي من كاموزا وأحمس ،فكانت أول
المصرية ،وبدأ الازدهار يوضح مدى ما تمتعت به المرأة سيدات البيت اللائي شاركن في
والانتعاش الاقتصادي ،وقد من حرية وسلطة ،سوف تتعدد
أيقن المصريون يومئذ -مع تغير مظاهرها حينما تصل ذروتها في تحرير مصر من الهكسوس،
حكم حتشبسوت الطويل ،فيما وضربن المثل في التضحية
أحوال الشرق -ضرورة التوسع والفداء.
الخارجي لتأمين حدود مصر، بعد.
فقد كان غزو الهكسوس در ًسا وكانت ثاني هؤلاء السيدات الملكه
جعلهم يتخلون عن جنوحهم العصر الذهبي إيعح حوتب التي فاقت مكانة
الدائم للسلم ،وتولد بداخلهم حب وبعد انتهاء أحمس من حروبه، أمها تتي شري ،فقد كانت تغذي
التوسع وبسط النفوذ. وطرده الأعداء ،وتأمينه لحدود الثورة ضد الغزاة ،وتحمل لواء
مصر ،وجه اهتمامه إلى الشئون التحرير ،وتعمل على خلق روح
ولذلك بدأ أحمس الأول سلسلة الداخلية التي كانت متهدمة خلال الوطنية وإذكائها ،فسطع اسمها
من الملوك العظام المحاربين ،الذين فترة احتلال الهكسوس ،فأصلح
نظام الضرائب ،وأعاد فتح الطرق في كل البلاد.
خرجوا في حملات على سوريا التجارية ،وأصلح القنوات المائية أما ثالثة السيدات العظيمات فهي
وفلسطين ،فأخضعوا المدن ونظام الري ،كما قام بإعادة بناء نفرتاري زوج أحمس ،فنالت من
المعابد التي تحطمت ،واتخذ من الشهرة وذيوع الصيت ما لم يكن
والدويلات المتمردة ،فأصبحت طيبة عاصمة له ،وكان آمون هو لغيرها ،فظهرت في النقوش بنفس
طيبة في ذلك الزمان عاصمة
المعبود الرسمي في عصره. حجم الملك والإله آمون ،وهو
العالم القديم ،ودخلت الدويلات دليل على سمو مكانتها الخاصة.
المجاورة تحت السيادة المصرية، خاصة بعدما كانت أول من حملت
وأرسلت الجزية لمصر ،وتمتعت لقب زوجة الإله آمون ،كما أصبح
لها فيما بعد أهمية سياسية
خطيرة ،ومكانة رفيعة ،حيث
ظلت ذكراها حية حتى الأسرة
الحادية والعشرين ،وأقيمت لها
الاحتفالات كتلك التي تقام للآلهة،