Page 212 - merit 50
P. 212
العـدد 50 210
فبراير ٢٠٢3
التقدم والرقي في عهده ،وتوضح الأمن التي عاشت فيها مصر مصر بالحكم الذاتي.
الدقة والإتقان وحسن الذوق في على الصناعة ،وخاصة صناعة وأنشأ إمبراطورية عظمى امتدت
زمنه ،وتوضح مدى وجود الذهب الأسلحة ،فتطورت كثي ًرا ،وظهرت
في مصر بكثرة وبخاصة النوبة، أنواع جديدة من الأسلحة ،ورغم من أعالي نهر دجلة والفرات،
التي كانت أكبر مصدر لهذا المعدن حروب أحمس سواء في الشمال إمبراطورية في جوهرها دفاعية
ضد الهكسوس ،أو في الجنوب
الكريم. ضد النوبيين ،إلا أنه كان بط ًل ليست هجومية؛ لأن غزو
من أبطال السلام والتعمير ،فقام الهكسوس لمصر أيقظ الشعور
زواج أحمس ببناء دور العبادة ،وأعيد في عهده بالخطر على الحدود الشرقية،
فتح المحاجر ،واستؤنف العمل فرأى أحمس الأول أن استقرار
تزوج أحمس من نفرتاري ،التي فيها لاستخراج الأحجار اللازمة؛
يعني اسمها الرقيقة الجميلة ،التي لبناء المعابد والهياكل ،وترميم مصر لن يكون إلا بتأمين
ما تعرض منها للتهدم على يد حدودها الشمالية الشرقية ببسط
أنجبت له ثلاثة أبناء أحدهم هو السيطرة المصرية على الأمم التي
خليفته على عرش الكنانة أمنحتب الهكسوس المخربين. تجاورها ،ورأى أن استقرار ملكه
ومنذ السنة الخامسة من حكم في مصر لن يكون إلا بالاستيلاء
الأول ،وقد توفى الأول والثاني هذا الفرعون ،وهي السنة التي
في سن صغيرة ،وأربعة بنات هم قضى فيها قضا ًء مبر ًما على قوة على الشام ،وبسط سيطرته على
مريت آمون ،وسات آمون وإياح أعدائه شما ًل وجنو ًبا ،لا توجد ربوعها؛ بل امتدت سيطرته إلى
أي آثار توضح أي نشاط حربي
حتب وست كامس. خارجي أو ثورات داخلية ،إلى أن العراق.
ويعتقد أن لأحمس مقبرتين نصل إلى السنة الثانية والعشرين ولم تكن إقامة الهكسوس في
إحداهما في أبيدوس ،وتتكون من من حكمه ،حيث أقام لوحة عظيمة مصر بغير فوائد ،فالتاريخ
معبد منحدر ،ومقبرة جنائزية، بمعبد الكرنك تكشف لنا نواح يسجل لهم إدخالهم أسلحة جديدة
وبقايا هرم ،ملحق به معبد، عدة من نشاطه ،وما قامت به من أدوات الحرب ،فوجدت أنواع
اكتشفت عام ،1899و ُعرف أنه والدته ايعح حوتب من أعمال جديدة من الخناجر والسيوف
هرمه عام .1902والأخرى في عظيمة ،وعلاقتها بجزيرة كريت والأسلحة البرونزية والأقواس
طيبة وقد تعرضت للنهب بواسطة وملكها ،وما قدمه أحمس للآلهة، المركبة الآسيوية ،كما تطوروا بفن
اللصوص .وقد اكتشفت مومياؤه وبخاصة الإله آمون ،من جليل تحصين المدن ،الذي كان يفوق
عام 1881في خبيئة الدير البحري الأعمال ،مما يكشف لنا عن حالة ما ألفه المصريون من قبل .ولكن
مع مومياوات بعض من ملوك البلاد المادية والصناعية وقتئ ٍذ. أثرهم الكبير يتجلى في إدخال
الأسر الثامنة عشرة والتاسعة في محاولة منه لإصلاح ما أفسده الحصان والعربة التي تجرها
عشرة والواحدة والعشرين. الدهر من آثار الإله آمون الذي الجياد ،والتي سيبرع المصريون
وقد أقام أحمس لوحة كبيرة في بزعمه هيأ له النصر على الأعداء، في استخدامها في عصر الدولة
معبد الكرنك ذكر فيها الكثير من هذا فض ًل عن أنه كان إله الدولة، الحديثة ،فيما بعد ،ويخوضون
أنشطته ،واتساع ملكه وسلطانه، وحامي حماها ،فأمر بصنع أوا ٍن معاركهم المقبلة مزودين بها.
وعلاقات مصر بجيرانها ،وأشار جديدة لمعبده بالكرنك ،معظمها وعلى يدي أحمس الأول تم
إلى الدور الذي قامت به والدته من الفضة والأحجار الغالية ،على إخراج الهكسوس من مصر،
الملكة ايعح حوتب في تجميع يد مهرة الصناع ،تدل على مدى وفي أيامه نعمت البلاد بالحرية،
المصريين وتشجيعهم للقضاء ما وصل إليه الفن المصري من مؤس ًسا بذلك الدولة الحديثة،
على الهكسوس ،ودعا أحمس وأخذ في تنظيم حكومة البلاد،
المصريين لتعظيم أمه؛ لدورها وإصلاح ما تخرب فيها خلال
حرب الاستقلال في الجزء الأكبر
في حرب تحرير البلاد من
من حكمه .وانعكست حالة