Page 213 - merit 50
P. 213

‫‪211‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫مصريات‬

‫مع أحمس الأول‪ ،‬وكانت صاحبة‬               ‫عظام الخدين‪ ،‬رقيق الشفتين‪،‬‬         ‫الهكسوس‪ ،‬وتثبيت الأوضاع‬
‫نشاط عظيم‪ ،‬وتتابع من بعد ذلك‬              ‫تنطق ملامحه بقوة عزيمته‪،‬‬                 ‫الداخلية واستقرارها‪.‬‬

  ‫ملوك الدولة الحديثة‪ ،‬مؤسسي‬          ‫وشدة بأسه‪ ،‬وخلفه ابنه أمنحتب‬       ‫ويوجد بالمتحف المصري إناء من‬
     ‫الإمبراطورية المصرية‪ ،‬التي‬      ‫الأول‪ .‬بالرغم من أنه كان له أولاد‬      ‫المرمر نقش عليه اسم أحمس‬

   ‫بلغت أوجها في عهد رعمسيس‬             ‫كثيرون من زوجاته الكثيرات‪،‬‬        ‫الأول‪ ،‬وآخر للزينة من الخزف‬
‫الثاني‪ ،‬الذي أخضع كل الشعوب‪،‬‬             ‫وكانت أكثرهن خصبًا زوجته‬             ‫الأزرق‪ ،‬ويوجد عليه صور‬
                                       ‫الأولى وأخته نفرتاري‪ ،‬وكان له‬
    ‫وأرسى قواعد الأمن والأمان‬            ‫ابنه الأكبر الأمير سابا إيري‪،‬‬   ‫الأسرى‪ ،‬فض ًل عن تمثال صغير‬
           ‫لمصر العظيمة الآمنة‪.‬‬           ‫الذي كان يحمل كل الألقاب‪،‬‬     ‫من الحجر الجيري بمتحف تورين‬
                                        ‫التي تؤهله لولاية العرش‪ ،‬غير‬    ‫بإيطاليا‪ ،‬وتمثال شوابتي بالمتحف‬
   ‫يوسف والهكسوس‬                       ‫أن المنية عاجلته وهو في صباه‪،‬‬     ‫البريطاني‪ ،‬والعديد من الجعارين‬
                                          ‫فأصبح أخوه أمنحتب وريث‬
  ‫جاء الصديق‪ ،‬الكريم بن الكريم‬         ‫العرش من بعده‪ ،‬وكان لا يزال‬         ‫في عدد من متاحف العالم‪ ،‬مثل‬
 ‫بن الكريم بن الكريم؛ يوسف بن‬        ‫صغير السن لم يبلغ مبلغ الرجال؛‬      ‫اللوفر وليدن والمتحف البريطاني‬
                                         ‫ليتولى العرش بنفسه‪ ،‬فأخذت‬
  ‫يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم‪،‬‬            ‫نفرتاري زمام الحكم في يدها‪،‬‬            ‫وتورين‪ ،‬فض ًل عن البلطة‬
  ‫عليهم السلام‪ ،‬إلى مصر‪ ،‬وكان‬           ‫وأصبحت الوصية على العرش‪،‬‬             ‫والخنجر اللذان يرجعان له‪،‬‬
  ‫عمره حوالي خمسة عشر عا ًما‪،‬‬           ‫كما فعلت والدتها ايعح حوتب‬       ‫والمعروضان في متحف الأقصر‪.‬‬
‫وقد اشتراه عزيز مصر من تجار‬                                                ‫كما عثر الأثريون على لوح من‬
‫الرقيق‪ ،‬ثم ذهب به إلى بيته‪ ،‬وقال‬                    ‫نفرتاري‬                ‫الحجر الجيري‪ ،‬كان قد كرسه‬
  ‫لامرأته «أكرمي مثواه عسى أن‬                                                ‫الفرعون أحمس الأول‪ ،‬قاهر‬
  ‫ينفعنا أو نتخذه ول ًدا»‪ ،‬وذلك لما‬                                       ‫الهكسوس وطاردهم من مصر‪،‬‬
‫توسمه فيه من الخير‪ ،‬ولو تأملنا‬                                               ‫لجدته الملكة تتي شري‪ ،‬وقد‬
  ‫قول الحق سبحانه «وقال الذي‬                                              ‫زينت قمة هذا الأثر بمنظر يبين‬
 ‫اشتراه من مصر» (يوسف‪)21 :‬‬                                                 ‫الملك مؤد ًيا القربان للملكة التي‬
‫لوقفنا أمام إعجاز تاريخي للقرآن‬                                             ‫تجلس على عرشها‪ .‬أما الجزء‬
  ‫الكريم في قوله «من مصر» ولم‬                                                 ‫الأسفل من اللوح‪ ،‬فيتضمن‬
   ‫يقل «المصري» الذي اشتراه‪،‬‬                                                ‫نص هيروغليفي حواري بين‬
  ‫لأن من اشتراه في الحقيقة لم‬                                              ‫أحمس وأخته التي هي زوجته‬
‫يكن مصر ًّيا‪ ،‬ولم يكن من أصل‬                                                   ‫نفرتاري‪ ،‬إذ يتحدثان فيما‬
   ‫مصري‪ ،‬بل إنه هبط مصر‬                                                        ‫صنعا لأجدادهما‪ ،‬وخاصة‬

     ‫في وقت كان يحكمها فيه‬                                                      ‫جدته وأمه‪ ،‬وعن أنه يود‬
                 ‫الهكسوس‪.‬‬                                                        ‫بناء معبد جنائزي هائل‬
                                                                               ‫في أبيدوس من أجل جدته‬
       ‫ويؤكد صدق الأحداث‬                                                     ‫تتي شري‪ ،‬بحيث يكون هذا‬
 ‫التاريخية‪ ،‬تكرار لفظ «ملك»‬                                                  ‫المعبد‪ ،‬كما قال‪ ،‬معب ًدا عظي ًما‬
  ‫وليس «فرعون»‪ ،‬مثلما في‬
 ‫قوله تعالى «وقال الملك‬                                                             ‫لم ُيب َن مثله من قبل‪.‬‬
 ‫ائتوني به أستخلصه‬                                                                     ‫وقد كان الفرعون‬

   ‫لنفسي» (يوسف‪:‬‬                                                                    ‫أحمس قوي الجسم‪،‬‬
   ‫‪ ،)54‬وكان الوضع‬                                                                 ‫عظيم الكتفين‪ ،‬عريض‬

      ‫مختل ًفا عندما كان‬                                                                ‫ما بينهما‪ ،‬فاحم‬
                                                                                    ‫الشعر‪ ،‬مجعده‪ ،‬بارز‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218